العقيدةَ على أهلِ العلمِ، ويتلَقَّاها مِن
مصادرِها الصحيحةِ، وسيعرفُ الجوابَ عن هذا السؤال.
وقوله: إنَّ الإيمانَ قوْلٌ وعملٌ واعتقادٌ، ثمَّ يقولُ:
إنَّ العملَ شرطٌ في كمالِ الإيمان وفي صِحّتِهِ، هذا تناقضٌ!! كيفَ يكونُ العملُ
مِن الإيمانِ ثُم يقولُ: العملُ شرط؟ ومعلوم أنَّ الشرطَ يكونُ خارجَ المشروطِ،
فهذا تناقضٌ منه. وهل يريدُ أن يجمعَ بين قولِ السلف وقولِ المتأخرين، وهو لا
يفهمُ التناقض؛ لأنّهُ لا يعرِفُ قولَ السّلَفِ ولا يعرفُ حقيقةَ قوْلِ
المتأخِّرين، فأرادَ أن يدْمِجَ بينهما؛ فالإيمانُ قولٌ وعملٌ واعتقادٌ، والعملُ
هو مِن الإيمانِ وهو الإيمانُ، وليس هو شرطًا مِن شروط صِحَّةِ الإيمان أو شرط
كمال أو غير ذلك من هذه الأقوال التي يُرَوِّجُونَها الآنَ. فالإيمانُ قولٌ
باللسانِ واعتقاد بالقلبِ وعمل بالجوارح، وهو يزيدُ بالطاعةِ، وينقصُ بالمعصية.
السؤال: هل الأعمالُ رُكنٌ في
الإيمانِ وجزءٌ مِنه أم هي شرطُ كمالٍ فيه؟
الجواب: هذا قريبٌ من السؤالِ الذي قبْلَهُ. والسائلُ لهذا السؤالِ لا يعرفُ حقيقةَ الإيمانِ؛ فلذلك تردَّدَ: هلِ الأعمالُ جزءٌ مِن الإيمان أم أنها شرطٌ له؟ لأنه لم يتَلَقَّ العقيدةَ من مصادرِها وأصولِها وعن علمائِها. وكما ذكرنا أنه لا عملَ بدُون إيمانٍ، ولا إيمانَ بدونِ عملٍ، فهما مُتلازمان، والأعمالُ هي من الإيمان بل هي الإيمان: الأعمال إيمانٌ، والأقوالُ إيمانٌ، والاعتقادُ إيمانٌ، ومجموعها كُلُّها هو الإيمان بالله عز وجل، والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخِر والإيمان بالقدر خيره وشره.