موجودٌ عندنا - ولله الحمد - وإن كان يريدُ التفرقةَ، ويريد الهدْمَ؛ فنحن نقولُ: لا، نحنُ لا نسمح لأي مذهبٍ أو لأي حزبٍ أن يدخلَ بيننا؛ لأن ذلك يُفرِّق جماعتَنا، ويزيلُ نعمتَنا، ويردُّنا إلى ما كانت عليه هذه البلادُ قبلَ هذه الدَّعوةِ مِن أمور الجاهليَّةِ والتفَرُّق؛ والله تعالى نهَى عن التفرُّقِ، قال تعالى ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103] وقال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [آل عمران: 105] وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ﴾ [الأنعام: 159] قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ من بعدي تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]) واللهُ تعالى يقولُ: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ﴾ [الأنعام: 153]؛ ماذا يريدُ هؤلاءِ؟ يريدونَ صلاحَ العقيدةِ، هذا موجودٌ، وللهِ الحمدُ. يريدون الحُكْم بما أنزل الله؟ هذا موجود عندنا، وللهِ الحمد. يريدونَ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المُنْكَر؟ هذا موجودٌ عندنا، ولله الحمدُ، يريدون إقامةَ الحدود؟، هذا موجود عندنا، ولله الحمدُ. أنا لا أقول: إنّنا كاملون من كُلّ وجهٍ، أقول: عندنا نقصٌ، ولكن هذا النَّقص يُمكِننا إصلاحُه بإذن اللهِ إذا أخلصنا للهِ عز وجل وتناصَحْنا فيما بيننا بِالطّرِيقة الشّرعيةِ؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ،
([1]) أخرجه أبو داود رقم (4607) والترمذي رقم (2676) وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).