قُلْنا: لِمَنْ؟ قَالَ:
لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ
وَعَامَّتِهِمْ» ([1])،
فإمكاننا أن نُصلِح ما عندنا مِن الخللِ والنَّقص، وإن كان شيئًا يسيرًا، ولله
الحمد، وربّما يكونُ كثيرًا، لكنه لا يُخِلُّ بالعقيدةِ، ولا يُخِلُّ بالمنهجِ
السّليمِ، نَعَمْ وُجِدَ على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يَزنِي،
ووُجِدَ مَنْ يسرِقُ، ووُجِدَ مَن يقتلُ النفوسَ بغيرِ حقٍّ، لكن كانت تُقامُ
عليهم الحدودُ، ويؤمرُ بالمعروفِ، ويُنهَى عن المُنكرِ، كذلكَ في بلدِنا هذا
تُقامُ الحدودُ - ولله الحمد - ويُؤمرُ بالمعروف، ويُنهَى عن المنكر، وإن كان
النقصُ موجودًا.
أمّا أنْ يُقالَ: لا بُدَّ مِن تأسيسِ جماعةٍ جديدةٍ
ومِن إقامة أمَّةٍ جديدةٍ؛ فهذا مِن الباطل الذي يُرادُ به إزالة هذه النعمةِ
الموجودة في هذه البلاد، وهو مِمّا يحسُدُنا عليه الأعداءُ، ويريدونَ إزالته عنّا.
السؤال: بعضُ المُنتمين لـ «الإخوَان» مثلاً يقولونَ: إنّ غايتَنا
الإسلامُ لا الكُرسِيّ، وإننا نُنَادِي بطلبِ العلمِ وتطبيقِ السُّنَن كغيرنا من
السّلف.
الجواب: النّظر إنما يكون إلى الحقائق لا الدّعاوى؛ فكُلٌّ يدَّعي أنه مُصلح، ولكن ﴿وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ﴾ [البقرة: 220]، ونحن ننظر إلى الأفعالِ لا إلى الأقوال، وننظرُ إلى الأُسُس التي يقوم عليها البناءُ لا إلى ظاهرِ البِناء، قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٍ خَيۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٖ﴾ [التوبة: 109]، ونحن نوَدُّ، وندعو اللهَ أن يُصلِحَ كُلَّ مَنْ ينتمِي إلى الإسلام وينتسبُ إلى الدَّعوة إليه، وأن يُصلِحَ الغاياتِ والمقاصدَ، وأن تكونَ كُلُّ
([1]) أخرجه مسلم رقم (55).