×

الجواب: ليسَ معنى تدريسِ العقيدة أنّنَا نحْكمُ على النَّاس أنهم كُفَّار، نحن نُدَرِّسُها للمسلمينَ والمُوحّدين مِن أجلِ أن يعرِفُوها تمامًا، ويعرفوا ما يناقِضُها، ويعرفوا ما يُضادُّها. وكان حذيفةُ بن اليمان رضي الله عنه صحابيٌّ جليلٌ يقولُ: «كانَ النَّاس يسألونَ الرسولَ صلى الله عليه وسلم عنِ الخيْرِ، وكنتُ أسألُه عَنِ الشَّرِّ؛ مَخافَةَ أنْ أقَعَ فِيه» ([1]) وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «يُوشِكُ أن تُنْقَضَ عُرَى الإسلام عُروةً عروةً، إِذا نشأ في الإسلامِ مَن لا يعرفُ الجاهلِيَّة».

فنحن إذا درسنا العقيدةَ ليس معناه أنّنا نحكُم على النَّاس بالكُفر، لا بل معناه أنّنا نُريد أن نعرِفَ العقيدةَ الصحيحةَ؛ حتى نتمَسَّكَ بها، ونعرِفَ ما يُضادُّها؛ حتّى نتجَنَّبَهُ. الله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ [محمد: 19]

فلابُدَّ أن يتعلَّمَ الإِنسَان، ولا يكتفي أن يقولَ: إِنَّنِي مسلم! أنت مسلم - والحمدُ لله - لكن لو سألناك: ما هو الإسلامُ؟ أو قلنا لك: عرِّفْ لَنا الإسلامَ؟ فالكثيرون لا يستطيعون أنْ يُعرِّفوا الإسلامَ تعريفًا صحيحًا. ولو قُلت: بَيِّنْ لي نواقِضَ الإسلام؟ فالكثيرونَ لا يعرِفُون نواقِضَ الإسلام. أو: بيِّنْ لي أركانَ الإيمان التي بيَّنها الرسولُ صلى الله عليه وسلم واشرحها لي. لوَجَدْنا الكَثِيرينَ لا يعرِفُون ذلك. كيف تقولُ: لا تُدَرّسِ العقيدةَ! وأنت لا تعرِفُ هذه الأمورَ؟ بلْ إنّ الكثيرَ مِن الدُّعاة لا يعرفونَ شُروطَ الصلاةِ! ولا يعرفونَ أحكامَ الوضوء! ولا يعرفون نواقِضَ الوضوء! ولا يعرفون أركانَ الصَّلاة! وواجبات الصلاة! ولا يعرفون


الشرح

([1])  أخرجه البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).