السؤال: اعتادَ بعضُ خطباءِ الجُمَع
في نهايةِ كُلّ عامٍ هجريّ أن يُخَصِّصُوا خُطَب الجمعةِ لِلتَّحدُّث عن العامِ
المُنصَرِم، وما حصلَ فيه مِن خيْرٍ أو شرٍّ، بل بعضُ المُسلمين جعله يومًا
يُهنِّئُونَ بهِ بعضَهم، فهل هذا العملُ مَشروعٌ؟
الجواب: لا نعرِف لهذا أصلاً،
والتاريخُ الهجريّ ليس المقصودُ منه هذا أن يَجْعَلَ رأسَ السَّنَةِ مُناسَبَةً،
وتُحْيا ويصيرُ فيها كلامٌ وعِيدٌ وتهانٍ، وإنما جُعِل التأريخ الهجريّ من أجلِ
تمييز العقود فقط، كما فعَلَ عمرُ رضي الله عنه لما توسَّعتِ الخلافةُ في عهده،
صار يأتيه كُتُب غيرُ مؤرَّخة، احتاج إلى أن يضعَ تأريخًا تُعْرَف به الرسائل
وكتابتُها، استشارَ الصحابة، فأشاروا عليه أن يجعلَ الهجرةَ مبدأ التأريخِ «الهجرة»، وعدَلُوا عن التأريخِ
المِيلادِيّ، مع أنه كان موجودًا في وقتهِم، وأخذوا الهجرة وجعلوها مبدأ تاريخ
المسلمين لأجل معرفة الوثائقِ والكتابة فقط، وليس من أجل أن تُتَّخَذَ مناسبة،
ويتكلّم فيها، هذا يتدارك إلى البِدَع.
السؤال: إذا قال لي شخصٌ: كُلُّ
عامٍ وأنتَ بخيرٍ، فهل هذه الكلمةُ مَشروعةٌ في هذه الأيّام؟
الجواب: لا، ليست مشروعةً، ولا يجوزُ
هذا.
***
الصفحة 21 / 267