ونُوضِّحُه للنَّاس، أمَّا إذا كانت - وهي كذلك
ولله الحمد - كلُّها خُلاصةً طيِّبةً من كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه وهَدْي
السَّلفِ الصالحِ فلا يسَعُ المسلمُ إلاَّ أنْ يعترفَ بالحق، وأنْ يَدِينَ
بالحَقِّ لئلاَّ يضِل، ويُبتَلى بعَمَى بَصِيرة؛ لأنَّ الإنسانَ إذا تَبيَّن له
الحَقُّ ولمْ يقبلْه، يُبتَلى والعياذُ باللهِ بالزَّيغ ﴿وَنُقَلِّبُ أَفِۡٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ
يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَنَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ﴾ [الأنعام: 110] وقال جلََّ شأنه: ﴿فَلَمَّا
زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [الصَّف: 5] فيجِبُ على المسلمِ أن يقبلَ الحقَّ
لئَلاَّ يُبتَلى بالباطلِ وعَمَى البصيرةِ والزَّيغِ والعياذُ بالله، لا يأخذُه
الهَوى أن يَسْمعَ كلامَ النَّاس، أنت إذا سمعْتَ من يقولُ عن الشيخِ مُحمدِ بنِ
عبدِ الوهَّاب كلامًا سيئًا لا تقبلْه حتى ترجِعَ إلى كُتُبِ الشيخِ ترجعَ إلى
مقالاتِ الشيخِ وكُتبِه ورسائلِه وتعرِض هذا الكلامَ الذي قِيلَ في الشيخِ على
كُتبِه ورسائلِه؛ لترَى أنَّ هذا افتراءٌ عليه وأنَّه باطل.
السؤال: ما رأيُكُم فيمَن يقولُ
إنَّني أنصَحُ وُلاةَ الأَمرِ بالتَّخَلِّي عن دعوةِ الإمامِ مُحمَّدِ بنِ عبدِ
الوهَّاب؛ لأنَّها لا تُناسِبُ الدولةَ في هذا العصر؟
الجواب: الدولةُ ما قامتْ إلاَّ على هذه الدَّعوةِ المُبارَكة، فإذا تركتْها ضاعتْ دَولتُها، والدولةُ -إن شاء اللهُ- ما تَصْغِي لمثلِ هذا، والواجِبُ أنَّ هذا القائلَ تُبلِغُ عنه الجهاتِ المُخْتصَّة، وأنا قُلتُ لكم إنَّ المدرسين أكثرُهم يُلقِّنون الطلابَ هذه الأفكارَ وهذه الضَّلالات ولا يُدرِّسُونهم المُقرَّراتِ المُقرَّرة عليهم وإنَّما يُلقِّنُونهم أفكارَهم أو أفكارَ الفِرقِ المُنحَرِفة.