السؤال: يقولُ أحدُ المُتَعالمين: إن كان
كلُّ مَن خَرجَ على إمامِ المسلمين وقاتَله خَارِجي فإنَّ مُحمدَ بنَ عبدِ
الوهَّاب إمامُ الخوارجِ في تلك العُصور، أرجو الرَّدَّ على هذه المقالة؟
الجواب: الإمامُ جاء واتَّصلَ بأحدِ
الأُمراءِ وعَرَضَ عليه دعوتَه فآزَرَه ذلك الأميرُ عن اقتناعٍ وإيمان، وتعاهَدَا
على ذلك، وحينئذٍ تكوَّنَت الإمامةُ على جميعِ بلادِ نَجْد، دخلتْ تحتَ إمامٍ
واحدٍ قبل ذلك كانوا مُتفرِّقين ما لهم إمامٌ واحد، فهو رحمه الله سَعَى في تكوينِ
دولةٍ واحدةٍ تحتَ إمامٍ واحدٍ بعدَ التَّفرُّقِ والاختلافِ فهو ضِدَّ الخُروجِ
على الإمام، وإن كانوا يقولون إنَّه خرجَ على الدولةِ التُّركية، فهذا كذِبٌ لأنَّ
الدولةَ التُّركيةَ ما سيطرَتْ على بلادِ نَجْد وإنَّما نَجْدُ بيدِ أهلِها، ولا
فيها مَطْمع للدولةِ التركيةِ فترَكُوها بيدِ أهلِها كلُّ بلدٍ لها أمير، فلمَّا
جاءتْ دعوةُ الشيخِ توحَّدتِ البلادُ وصار لهم إمام، وأُلغيَتِ الأحكامُ الجاهليةُ
التي يَحكُم بها الأعرابُ والبَوَادي، وحُكِمَ بالشريعةِ على الباديةِ والحاضرة
فتكوَّنَتْ -وللهِ الحمدُ- دولةٌ بكلِّ مُقوِّماتِ الدولةِ الإسلامية.
السؤال: ما قولُكم فيمَن يتَّهِمُ
دعوةَ ابنِ تيْميةَ ومحمدِ بنِ عبدِ الوهَّاب - رحمةُ اللهِ عليهما - يَتَّهِمهما
بالتَّشدُّد، والغُلُوِّ في التكفير خُصوصًا في هذه الأيام، وكيف يُرَدُّ عليه؟
الجواب: يُرَدُّ عليه بأنَّ هذا جاهلٌ أو مُغرِض، فنحن نتحدَّاه أن يُثبتَ لنا من كلامِ الشيخين الغُلُوَّ والتكفير، أمَّا أن الشيخين لم يقولا إلاَّ ما قالَه اللهُ ورسولُه، ومن حَكَمَ اللهُ ورسولُه صلى الله عليه وسلم عليه بكفرِه، فهذا لا أحدَ يقولُ بإسلامِه أبدًا، وهذا ما عليه الشيخان رحمهما الله لم يُكفِّرا إلاَّ ما كفَّرَه اللهُ ورسولُه بالأدلةِ الواضِحةِ من كِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه