وهما أبعدُ النَّاس -وللهِ الحمدُ- عن التكفيرِ بدونِ
حق، أو التَّفْسيق، أو التَّبديع لأنَّهم يتكلمُون بعِلم، وضوابطَ عِلمية، لا
يتكَلَّمون بهَوى، أو بجَهْلٍ مثل ما يفعلُ كثيرٌ من المُتَعَالمين والحِزْبِيين
في وقتِنا الحاضر.
السؤال: سبق وأن جلستُ مع أُناسٍ
شكَّكوني في الدُّرَرِ السَّنِية، حيث نَقَلوا لي بعضَ النصوصِ مع إيرادِ بعضِ
الشُّبَهِ عليها؟ فالسؤال: ما رأي فضيلتِكم في ذلك؟
الجواب: أنت مُخْطِئ، لماذا تجلِسُ
مع هؤلاء؟ لم لا تَجلِسُ مع أهلِ العلمِ وأهلِ الفضل، أما المُتعَالِمون أو
المُغْرِضُون فلا تجلِسْ معهم، ابتعِدْ عنهم ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا
فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا
يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنعام: 68] الجليسُ له تأثيرٌ على جَلِيسِه والجليسُ
الصالحُ كبائعِ المِسْك والجليسُ السيئُ كنَافخِ الكِير، فاخترِ الجُلساءَ
الصَّالحين وابتعدْ عن هؤلاء، والدُّررُ السَّنيةُ كلُّها خيرٌ وللهِ الحمد،
ودعوةٌ ودِفاعٌ عن العقيدةِ الصَّحيحة، وهي مَبنِيَّةٌ على الكِتابِ والسُّنةِ
وإجماعِ الأُمة، وعقيدةِ السَّلفِ الصالح، فهي خُلاصةٌ طَيِّبة، فيها رَدٌّ على
أهلِ الباطلِ وكشْفٌ للشُّبُهاتِ وفيها عِلمٌ غزيرٌ ولكن هؤلاء لا يُقدِّرون
العلمَ حَقَّ قَدرِه، أو أنهم أصحابُ أفكارٍ وهذه الدُّررُ ترُدُّ على أفكارِهم
فهم يُبغِضُونها من أجْلِ ذلك لأنَّ المريضَ يكرَه العلاجَ والدَّواء، كما قال
الشاعر:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد **** وينكر الفم طعم الماء من سقم