×

3- الذي ما له أهلية، لا لهذا ولا لهذا، لا للاجتهادِ المُطلَق، ولا للاجتهادِ المَذْهَبي، هذا يجِبُ عليه أنْ يُقلِّدَ أهلَ العلمِ كأصحابِ المذاهبِ الأربعةِ ويسألَ العلماءَ المَوثُوقَ بدينِهم وعلمِهم، فيسألَهم ويأخذَ بما يُجيبُونه به.

السؤال: يوجدُ بعضُ الدَّوراتِ في وقتِنا الحاضرِ لحفظِ القرآنِ الكريمِ في شهرٍ تقريبًا، وكذلك حفظ السُّنةِ في وقتٍ قصيرٍ ويُوضَعُ لها جوائزُ قيِّمةٌ فهلْ تَنصحُونَنا بالالْتحاقِ بمثلِ هذا؟

الجواب: الحفظُ طيِّب، لكن ما هو المقصودُ الحِفظ، المقصودُ الفقهُ والفَهم، أمَّا إنَّك تحفظُ البُخَاري ومُسْلم والأمهاتِ وأنتَ لا تفهمُ معناها وما الفائدة؟ يا أخي لو ما تحفظُ إلاَّ قليلاً مع الفِقهِ هذا طيِّب.

السؤال: ما نصيحتُكم لي ولأمثالي حيثُ مضَى لي في طلبِ العلمِ عند العلماءِ قُرابةَ ثماني عشرة سنةً، وأشعُر أنَّ جُهْدي لم يُثْمِرْ الثمرةَ المَرجُوَّةَ هل أتجاوزُ طلبَ العلمِ وأشتغِلُ وأتفرَّغُ للعِبادة، علمًا بأن عُمري قد بلغَ الأربعين؟

الجواب: لا تَمَل من طلبِ العلمِ، اُطلُبِ العلمَ ولو كان إدراكُك قليلاً، والقليلُ مع العملِ الصالحِ فيه بركةٌ وفيه خيرٌ، ومُواصلةُ طلبِ العلمِ لا شَكَّ أنَّها خيرٌ، وطلبُ العلمِ عِبادة، طلبُ العلمِ أفضلُ من صلاةِ النَّافلة؛ لأنَّ صلاةَ النافلةِ نفعُها قاصرٌ عليك، أمَّا طلبُ العلمِ فنفعُه مُتعَدٍّ إلى النَّاس، يَستفيدُون منك، تستفيدُ أنتَ في نفسِك وتُفيدُ غيرَك فطلبُ العلمِ عِبادة بلا شك.


الشرح