×

 في الخُطبة، ويأمُر بالمعروفِ، وينهى عن المنكَر، ويأتي في الخُطبةِ بموضوعاتٍ متعددةٍ، لا يقتصِر على موضوعٍ واحد، بل يأتي بما يحتاجُه النَّاس في عباداتِهم، وفي عقيدتِهم، وفي معاملاتِهم، ما يقتصِرُ على موضوعٍ واحدٍ يُردِّدُه في كلِّ خُطبة، بل يُنوِّع حسْبَ حاجةِ النَّاس، ولكن يُركِّزُ على التوحيدِ دائمًا أول الخطبةِ ومدخلها في التوحيد، ثم يتَطرَّقُ بعدَ ذلك إلى ما يحتاجُه النَّاس في معاملاتِهم وفي عباداتِهم، وفي أمورٍ يقَعُون فيها ومخالفاتٍ تصدُرُ منهم.

السؤال: قد يتوَهَّمُ البعضُ أنَّ الدَّعوةَ لا يقومُ بها إلاَّ العلماءُ على الإطلاقِ وأنَّهم لا يلزمُهم القيامُ بالدَّعوةِ فيما علِموه، فما تَوجيهُكم في ذلك؟

الجواب: الدَّعوةُ لا يقومُ بها إلاَّ العلماءُ لكنَّ الإنسانَ يأمرُ بالمعروفِ وينهَى عن المُنكَرِ بحسبِ معرفتِه ويأمرُ أهلَ بيتِه بالصلاةِ ويأمرُ أهلَ بيتِه بالأمورِ الواضحةِ هذا مطلوبٌ من العامي، العَامِّيِّ يأمرُ أهلَه بالصلاةِ ويأمرُ أولادَه بالصلاةِ في المسجد، قال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ» ([1]) وقال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([2]). هذه تُسمَّى رعايةً وتُسمَّى أمرًا بالمعروفِ ونهيًا عن المُنكَر، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ» ([3]) فالعَامِّيُّ مطلوبٌ منه أن يأمُرَ أهلَ بيتِه بالصلاةِ والزكاةِ وطاعةِ اللهِ وتجنُّبِ المَعَاصي


الشرح

([1])  أخرجه أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6756)، والحاكم رقم (708).

([2])  أخرجه البخاري رقم (2554)، ومسلم رقم (1829).

([3])  أخرجه مسلم رقم (49).