×

 وأنْ يُطهِّرَ بيتَه من المَعاصي ويُربِّي أولادَه على الطاعة، مطلوبٌ منه وإن كان عاميًّا؛ لأنَّ هذا يعرِفُه كلُّ أحدٍ فالأمرُ واضح، ووضوحُه لا يَمنعُ أنْ يذكِّرَ به النَّاس في الخطبةِ والمُحاضرةِ والدَّرس.

أما الفَتَاوى وبيانُ الحلالِ والحرامِ وبيانُ الشِّركِ والتوحيدِ هذا لا يقومُ به إلاَّ العلماء.

السؤال: يقولُ: هل ما يقومُ به بعضُ الدعاةِ من إلقاءِ محاضراتٍ ويُكثرون من روايةِ القَصصِ هو ما حذَّر منه السلفُ ونَهوا عنه، مع العلمِ بأن ثُلثَ القرآنِ من القَصص؟

الجواب: القَصصُ الصحيحُ لا بأسَ به ﴿فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ [الأعراف: 176] القصصُ الصحيحُ الثابتُ في القرآنِ والسُّنةِ يُستفادُ منه ويذكَر، أمَّا القصصُ الذي فيه كذِب وفيه ضعفُ أسانيد فهذا لا يُعبأُ به ولا يُنشَرُ على النَّاس، وهذا هو الذي حذَّر منه الصحابة ومن جاء بعدَهم حذَّروا من القَصَّاصين لأنَّهم يعتَمدون على القصصِ المكذوبةِ أو القصصِ الضعيفةِ التي لم تثبُتْ ويتركون القصصَ الصحيحةَ من كِتابِ اللهِ ومن سُنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم.

السؤال: يقولُ البعضُ إنَّ التركيزَ على العقيدةِ والتوحيدِ يُفرِّقُ الأمةَ فلنهتم بالفروعِ ونتركُ الأصولَ فالنَّاس في أصلِهم مسلمون؟

الجواب: هذا كلامٌ باطل، معناه أن نتركَ العقيدةَ التي هي الأساسُ ونهتَمُّ بالفروعِ فنَبنيها على غيرِ أساس؛ لأنَّ هذه الفرائضَ مبنيَّةٌ على الأصول، الفرائض لا تصِحُّ إلاَّ بعدَ تحقيقِ الأصول، فالذي يقولُ إن التوحيدَ يفرِّقُ يجِبُ عليه أن يراجعَ عقلَه أولاً، التوحيد لا يُفرِّق، التوحيدُ هو الذي يجمَعُ النَّاس ويجمعُ القلوب، والشِّركُ هو الذي يُفرِّقُ بين النَّاس


الشرح