×

 يقولُ اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٢وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٣ [الأنفال: 62- 63] ما الذي ألَّفَ بينَ قلوبِ الصَّحابةِ إلاَّ التوحيدُ والعقيدةُ الصحيحة، العقيدةُ هي التي تجْمَعُ القلوبَ على معبودٍ واحدٍ وعلى عبادةٍ واحدة، أما الشركُ والبدعُ والخرافاتُ فهذه تفرِّقُ بين النَّاس، ونحن ما يهمُّنا الكثرةُ والتجميعُ يهمُّنا الصحيح، لو كان هناك عددٌ قليلٌ من المسلمين على منهجٍ صحيحٍ فهذا هو الذي يهمُّنا ولا نريدُ الكثيرَ من النَّاس الخُرَافيين والمُبتدِعين الذين لا يفيدون الإسلام والمسلمين شيئًا، الانتسابُ إلى الإسلامِ لا يكفي، ولا يهمُّنا الكثرةُ والقِلةُ إنما يهمنا صحةُ العقيدةِ وصحةُ العملِ وصحةُ الانتساب، أمَّا تجميعُ النَّاس على غيرِ حَقٍّ فهذا مستحيلٌ أبدًا، قال تعالى: ﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ ١٣٦فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ١٣٧ [البقرة 136- 137]. ويقول جل وعلا: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ ِ [آل عمران: 103] وحبلُ اللهِ هو التوحيد ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103] ما يجمعُ النَّاس إلاَّ التوحيدُ أبدًا، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡ‍ٔٗاۚ [النور: 55] ما تحصُلُ هذه الأمورُ إلاَّ بعبادةِ اللهِ وحدَه لا شريكَ له، أمَّا أن نجمعَ القُبُوريين والوَثَنيين، والخُرَافيين والصُّوفيين، ونقولُ نحن مهمَّتُنا التجميع، ليست هذه بطريقةٍ صحيحةٍ أبدًا.


الشرح