×

 رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، لا نشْهدُ لأحَدٍ بجَنة، ولا نشهدُ لأحدٍ بنار إلاَّ من شهِدَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولكنَّنا نخافُ على المُسِيء ونرجو للمُحسِن، أمَّا الجَزْمُ بأن فلانًا من أهلِ الجَنة، أو نشهدُ له بأنَّه من أهلِها، هذا لا يجوز فأنت لا تدري.

السؤال: انتشرَ في بعضِ البُلدانِ الوقوفُ على القبرِ بعدَ دفنِ الميِّتِ وإلقاءُ خطبةٍ تُذكِّرُ النَّاس بالآخرةِ وبعذابِ القبرِ ونعيمِه ويعقُبُ هذه الخُطبةَ الدعاءُ من الخطيبِ للمَيِّتِ والاستغفارُ له، فهل هذا مشروعٌ وجزاكم اللهُ خيرا؟

الجواب: هذا غيرُ مشروعٍ؛ لأنَّ هذا ما عمِلَه الرسولُ صلى الله عليه وسلم ولا عمِلَه الصحابة، إنَّما الذي وَرَد عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان إذا فرَغَ من دفنِ الميِّتِ يقولُ للمسلمين الحاضرين «اسْتَغْفِرُوا لأَِخِيكُمْ، وَاسْأَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآْنَ يُسْأَلُ» ([1]) هذا المشروع، وجاء مرة هو وأصحابُه لجِنازة، ووجدوا القبرَ لم ينْتَهِ إعدادُه فجلسَ صلى الله عليه وسلم وجلَس الصحابةُ حولَه كأنَّما على رُؤُوسِهم الطيرُ فوعَظَهم وذكَّرَهم بالقبرِ وأمورِ الآخرةِ وأمورِ الوَفاة ([2])، هذا لأمرٍ عارِضٍ وهو أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم لما جلَس وعَظَهم، انتهزَ الفُرصةَ ووعظَهم من أجْلِ أن يَتَهيأَ القبرُ فاستغَلَّ الوقتَ عليه الصلاة والسلام، ولا كان يفعلُ هذا دائمًا وأبدًا، إنَّما فعلَه هذه المرة، فاتِّخاذُ المقبرةِ للخُطبةِ هذا شيءٌ غيرُ مَسموح.

***


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3221)، والحاكم رقم (1372)، والبيهقي رقم (6856).

([2])  كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (1362)، ومسلم رقم (2647).