فعلى هؤلاء الشبابِ بأن يتعلموا أولاً ولا يستعجلوا في
الأمور، وأن يجلسوا في حِلَقِ الذِّكر، وحِلَق العلم، حتى يعرفوا الحقَّ من
الباطل، ويعرفوا ضوابطَ التكفيرِ من كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه صلى الله عليه
وسلم وهدْي سلفِ هذه الأمة، وكونُنا نتناولُ قادةَ المسلمين الأمراءَ والعلماء إذا
تناولنا قادةَ المسلمين فماذا يبقى؟ ماذا يبقى للمسلمين، طعَنَّا المسلمين في
الصَّميم لأننا طَعنَّا قادتَهم، طعَنَّا المسلمين في الصميم، فعلى المسلمِ أن
يتثبتَ ولا ينطقُ ولا يتكلَّمُ إلاَّ بعلمٍ وفِقهٍ وحِكمة، لا يُطلِقُ لسانَه من
غيرِ علمٍ فيقَعُ في الزَّلاتِ والضَّلال، وكلُّ الشرِّ سيرجِعُ عليه هو؛ لأنَّه
ليس بضارٍّ الذي يتكلَّمُ فيهم، إنما يَضُرُّ نفسَه.
السؤال: نحن في بلدٍ غيرِ هذا
البلدِ المباركِ ونحن مُضطهدون ويعلمُ الله ذلك وحُكَّامُنا ضدَّ الإسلامِ وأهلِه
ومع الكفار ويُشيعون كلَّ رذيلةٍ ويُطارِدون كلَّ فضيلةٍ ويُعينون كلَّ شِرِّيرٍ
على عبادِ اللهِ من الدُّعاةِ والعلماءِ فكيفَ تكون معاملتُنا مع هؤلاء الوُلاةِ
فوقَ ذلك أنَّهم لا يَحْكُمون ولا يُحكِّمون شرعَ اللهِ تعالى؟
الجواب: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم،
يقول الله جل وعلا: ﴿فَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ وَٱسۡمَعُواْ﴾
[التغابن: 16].
فأنتم في هذا البلدِ الذي أشار إليه السائلُ تعملون ما تستطيعون تستقيمون أنتم في أنفسِكم وتُؤدون ما أوجبَ اللهُ عليكم من العبادةِ وتقومون بالدَّعوةِ إلى اللهِ عز وجل بما تستطيعون لأنَّ اللهَ جل وعلا لا يُكلِّفُ نفسًا إلاَّ وسعَها، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» ([1]) أما الذي لا تَستَطيعونه فأنتم معذورون فيه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7288)، ومسلم رقم (1337).