×

 أكله مستحلًّا له مستبيحًا له هذا كافر بلا شكَّ لأنه مكذِّبٌ للهِ ولرسولِه ولإجماعِ المسلمين في تحريمِ الرِّبا وأمَّا مَن أكلَ الرِّبا وهو يعتقدُ تحريمَه ولكنَّه فعلَه إمَّا مُتَأولاً وإمَّا من بابِ الشهوةِ وحُبِّ المالِ مع اعترافِه بأنه محرَّمٌ وأنه كبيرةٌ من كبائر ِالذنوب فهذا نحكمُ عليه بأنه فاسقٌ ولا نحكُمُ عليه بأنه كافرٌ ولا نحكمُ على البلادِ التي يُؤكَل فيها الرِّبا بأنَّها كافرةٌ وهي لا تَستبيحُ الرِّبا، وأمَّا تأويلُ كلامِ ابنِ عباسٍ فعبدُ اللهِ بنُ عباسٍ هو تُرجمانُ القرآنِ وهو حَبرُ الأمةِ وكلامُه واضحٌ في تقسيمِ الحُكم بغير ما أنزلَ اللهُ إلى قسمين:

قسم: يكون من الكفرِ الأكبرِ وهو ما إذا اعتقدَ إباحةَ الحكمِ بغيرِ ما أنزلَ اللهُ أو أنَّ الحكمَ بما أنزلَ الله والحكمَ بغيرِه مُتساويان فمنْ استباحَ الحكمَ بغيرِ ما أنزلَ الله فهو كافٌر أما من اعتقدَ تحريمَه واعتقدَ وجوبَ الحكمِ بما أنزلَ اللهُ ولكنَّه حكَم بغيرِه من بابِ اتباعِ الهَوى والرغبةِ فهذا يُعتبرُ فاعلاً لكبيرةٍ من كبائرِ الذنوبِ لكنَّه لا يحكمُ بكفرِه فيكونُ من جُملةِ أصحابِ الكبائر وقسم: كفره كفرًا أصغر وهو ما يعنيه ابنُ عباس في قولِه كفرٌ دونَ كفر وفسقٌ دونَ فسقٍ وظلمٌ دون ظلم.

السؤال: ما حكمُ تهنئةِ الكفارِ إذا فازَ أحدُهم في الانتخابات؟ وما حكم الإنكار على من قام بتهنئتهم؟

الجواب: أمَّا تهنئةُ وُلاةِ الأُمورِ لهم هذا من بابِ السياسةِ ومن أمورِ السياسةِ وقد يتسامح فيه، لكن تهنئةُ أفرادِ النَّاس لهم لا تجوز، أمَّا وُلاةُ الأُمور فقد يكونُ لهم عذرٌ هذا من بابِ السِّياسةِ ومن بابِ تأليفِهم وكفِّ شرِّهم.


الشرح