×

أولياءُ والولاية، معناها المَحبةُ والمُنَاصَرة والثَّناء عليهم والدِّفاع عنهم، كلُّ هذا من الوِلاَية لهم، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [المائدة: 51] إلى قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [المائدة: 57] إلى آخر الآيات.

وأمَّا مُجَادَلتهم فلأجْلِ بيانِ ما عندَهم من الباطلِ نجادِلُهم بالتي هي أحسن، وليست الآيةُ على إطلاقِها، بل قيَّدَها اللهُ في آيةٍ أخرى، في نفسِ الآية ﴿وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡۖ [العنكبوت: 46] الذين ظلموا منهم، لا يُجادَلون بالتي هي أحْسن بل يُجاهَدون ويُقاتَلون، إذا أصرُّوا على كفرِهم وعنادِهم، فالمجادلةُ ليست من بابِ المَوَدة، إنما هي من بابِ دحْضِ باطلِهم والرَّدِّ عليهم، كما رَدَّ اللهُ عليهم في مُحكَمِ الكتابِ في كثيرٍ من القرآنِ الكريم، وأمَّا التَّعامُلُ معهم، في الأمورِ المُبَاحةِ فهذا ليس من المَحبةِ لهم، هذا من أجْلِ المَصَالحِ التي لا تقومُ أمورُ النَّاس إلاَّ بها، البيع والشراء والمعاهدات، والهُدْنة، بيننا وبينهم، إذا اقتضَى الأمرُ الهُدْنة، كما فعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم مع الكفارِ في مكة، لمَّا عقَدَ الهُدْنةَ في صُلحِ الحُدَيبية كما هادَنَ وعاهدَ اليهودَ في المدينة، عَقدَ الهُدنةَ هذا ليس من المَحَبةِ لهم، وإنَّما هو من أجْلِ مصلحةِ المسلمين، إذا كانت مصلحةُ المسلمين، في معاهدةِ الكُفار والهُدْنةِ مع الكفارِ فلا بأسَ بذلك، هذا من أجْلِ مصلحةِ المسلمين، كذلك استيرادُ السِّلعِ والمبيعات منهم والمصنوعاتُ هذه من مصالحِ المسلمين، ونحن لا نأخذُها منهم مَنًّا منهم وإنَّما ندفعُ لهم


الشرح