×

الثمن، نشتريها منهم، ليس لهم علينا فيهما مِنَّة، بل اشتريناها منهم بأموالِنا وممتلكاتِنا، من أجْلِ مصالِحِنا، فالتبادُلُ التِّجاريُّ والصِّناعيُّ وأخْذُ الخِبْراتِ منهم لا بأسَ به، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم استأجَرَ ابنَ أُرَيْقط الليثي وكان مُشركًا، استأْجَرَه ليدُلَّه على الطريقِ في سفَرِ الهجرةِ ليستفيدَ من خبراتِه في الطريق، وهذا مما أباح اللهُ سبحانه وتعالى وهذا ليس من المَحَبةِ لهم، وإنَّما هو من أجْلِ مصالِحِنا نحن، وحاجتِنا نحن ونبذُلُ لهم في مُقابلته ثمنًا، ليس لهم علينا فيه مِنَّة، ولا دِلاَلة، فيجِبُ أنْ نُفرِّقَ بين التعامُلِ المُباحِ وبينَ المَحبةِ والمُوالاةِ، والمُنَاصَرة.

التعامُلُ جائزٌ والمُوالاةُ مُحرَّمة، واللهُ لم يُثْنِ عليهم بل ذَمَّهم ﴿قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ [المائدة: 60] يعني اليهود والنصارى، جعل منهم القِردةَ والخنازير، هل وراء هذا الذَّم شيء ﴿أُوْلَٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ [المائدة: 60].

فاللهُ لعَنَهم، ومَقتَهم ورَدَّ عليهم في كثيرٍ من القرآنِ الكريم، فيجِبُ أنْ نعرِفَ هذا، ونحن نبغضُهم دِينًا، السائل يقول نحن لا نبغضُهم ديانة، الذي لا يبغضُ اليهودَ والنَّصارى ليس فيه دينٌ لأنه يُخالِفُ قولَه تعالى: ﴿ٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ [المائدة: 51].

وأعظمُ المُوالاةِ المحبةُ في القلوب ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ [المجادلة: 22].

فنحن نبغضُهم دِينًا ما داموا على الكفر، أمَّا مسألةُ التعامُلِ معهم في المُباحاتِ فهذا لا بأسَ به وليس من بابِ المَحبة، وكذلك مجادلتُهم


الشرح