والتوحيدِ والعقيدةِ وطلَبِ العلمِ ولازَمُوا
المشايخَ والعلماءَ ما حصَلَ منهم ما حَصل، لَمَّا انحازُوا إلى الحِزْبيَّاتِ
وإلى الجماعاتِ وإلى التَّفرُّقِ والاختلافِ حصَل ما حصل، ونَخْشى ولا حولَ ولا
قُوَّةَ إلاَّ باللهِ أن يزيدَ هذا الأمر، ولكن لعلَّ اللهَ أن يهديَ شبابَ
المسلمين فيرجعوا إلى الصَّوَابِ ويتركوا الحِزْبيَّاتِ والجماعاتِ والتَّفرُّقات،
ويكونون جماعةً واحدة، ويكونون حزبًا واحدًا هم حزبُ اللهِ وجُندُ اللهِ عز وجل.
السؤال: هل يأثَمُ من ينعزِلُ عن
أهلِه وأقارِبه ثم يرتبطُ بشبابٍ مَشْبوهين وقد يحصُلُ له ما يحصُل منه؟
الجواب: هذا الذي نَبَّهنا عليه، وقلنا: هناك أُناسٌ سَماسِرة للدُّولِ الكافرة، يُروِّجُون الضَّلالَ بين المسلمين ويُحرِّفونَ شبابَهم عن الحَق، ويُكرِّهون إليهم بلادَهم ويُكرِّهون إليهم المسلمين فالذي يتركُ العلماءَ ودروسَ العلماءِ وسؤالَ العلماء، ويذهبُ إلى هؤلاء، هذا من هذا الصِّنفِ الذي يريدُ أن يتحولَ من رِفعةِ الإسلامِ وعِزَّتِه إلى ذِلَّةِ الكفر، يتحولُ من كَونِه مع المؤمنين إلى كونِه مع الكافرين، اللهُ جل وعلا يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [التوبة: 119] الواجِبُ عليك أن تكونَ مع المسلمين مع علمائِهم، ومع عامَّتِهم تُجالِسُهم وتسمعُ منهم وتستفيدُ منهم وتسلَمُ من الأفكارِ المُنحرفةِ هذا هو الواجِبُ على الشَّابِّ المسلمِ أن لا ينخدِعَ مع هؤلاء، ويذهب معهم بحُجَّةِ الدَّعوةِ إلى اللهِ كما يُسَمُّونه، بِحجة كذا وكذا، لا ينخدِعُ المسلمُ بهذه المُسَمَّيات، دينُنا -وللهِ الحمدُ- فيه الخيرُ كلُّه فعلينا أن نُقبِلَ على دينِنا بالدراسةِ والفَهمِ والتَّطبيقِ والعملِ وأن نُعرِضَ عن ما خالَفَ هذا الدِّينَ ونلزَمَ جماعةَ المسلمين وإمامَهم كما أمرَ بذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم.