الكلمة، واجتماع القلوب، وَبُعدٌ بالمسلمين عن
التَّفريق والاختلاف.
ومن
سُنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ تَحُثُّ على اجتماع
المُسْلِمِينَ وَوَحْدَتِهِمْ وَتَآخِيهِم وَتَعاوُنِهِم، مِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا، أَنْ
تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ
جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا,وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ»
([1]).
فَفِي
هَذَا وُجُوبُ وَحْدَةِ المعبود، وَوَحْدَةُ المَرْجِع، وَوَحْدَةُ القِيَادَةِ؛
لأنَّ الاختلاف في وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلاثة يُسَبِّبُ الفُرْقَةَ
والتَّنَازُع والشِّقَاقَ.
كُلُّ
هذه الأدلَّة - وهناك أكثر منها وأكثر - كلُّها تَحُثُّ على الاجتماع بين المسلمين
والتَّرابط والتَّراحم والتَّآخي وَنَبْذِ الفُرْقَةِ والاختلاف؛ لأنَّ المسلمين
أُمَّةٌ واحدة وَجَسَدٌ وَاحِدٌ وَبُنْيَانٌ وَاحِدٌ.
نسأل
الله عز وجل أن يحقِّق اجتماع كلمة المسلمين، وأن يَجْعلَهُمْ مُتَحَابِّينَ
مُتَآَلِفِينَ مُتَعاوِنِينَ على البِرِّ والتَّقْوَى، وأن يُبْعدَ عنهم كلَّ ما يؤثِّر
على هذا الاجتماع، وهذا الارتباط، إنَّه سميع مجيب، وصلَّى الله وسلَّم على
نبيِّنا محمَّد.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1715)، وأحمد رقم (8334).