المحاضرة السادسة
والثلاثون
الاستقامة على دين الله تعالى
****
·
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ
لله رَبِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على عبْدِهِ وَرَسُولِهِ نبيِّنا محمَّد،
وعلى آلِهِ وأصحابه وَمَنِ اهتدى بِهُدَاهُ وتمسَّك بسُنَّتِه إلى يوم الدِّين؛
أمَّا بعد:
فإنَّها
فُرْصَةٌ كَرِيمَةٌ هذا اللِّقاء الَّذي يَسَّرَهُ اللهُ في هذه الجامعة
المُبَارَكَةِ مع إخواني المشايخ وأبنائي طلبة العلم؛ فإنَّ التَّلاقي بين
الإِخْوَةِ والتَّواصي بالحقِّ مِنْ أَهَمِّ أمور الدِّين، وهو علامة تتميَّز بها
هذه الأمَّة على غيرها.
أمَّا
الموضوع فإنَّه مَوْضُوع مُهِمٌّ، ولا أَظنُّنِي سأوفِّيه حَقَّهُ، أو قريبًا من
ذلك، وإنَّما هو جُهْدُ المُقِلِّ.
فالاستقامة
على دين الله عز وجل أَمْرٌ مُهِمٌّ جدًّا ترتبط به سَعادَةُ العبْدِ في الدُّنيا
والآخرة، قال الله سبحانه وتعالى في مُحْكَمِ كتابه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ
تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ
بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ
ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ
فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ٣١نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ ٣٢﴾ [فصلت: 30- 32] وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ
يَحۡزَنُونَ ١٣أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا
كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٤﴾
[الأحقاف: 13 - 14] وقال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ
الصفحة 1 / 439