×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

 مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ [هود: 112]، وقال لِعبَادِهِ المؤمنين: ﴿فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ [فصلت: 6] وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا [الجن: 16]، وقال النَّبيُّ - كما في حديث سُفْيَانَ بْنِ عبد الله رضي الله عنه أنَّه قال للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الإِْسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ بَعْدَكَ - فَقَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ فَاسْتَقِمْ» ([1]).

وفي حديث ثَوْبَانَ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاَةُ، وَلَنْ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ» ([2]).

وقال عليه الصلاة والسلام: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يُدْخِلُ أَحَدَكُمُ الْجَنَّةَ عَمَلُهُ»، قَالوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ» ([3]).

فَهَذِهِ الآيَاتُ القُرْآنِيَّةُ والأحاديث النَّبويَّة تُبَيِّنُ ما للاستقامة مِنْ أَهَمِّيَّةٍ، وأنَّ الله سبحانه وتعالى أَمَرَ بِهَا رَسُولَهُ، وَأَمَرَ بها عبَادَهُ المؤمنين، وأنَّ الله وَعدَ أَهْلَ الاستقامة الخَيْرَ في الدُّنيا والآخرة.

·       تعريف الاستقامة:

إذًا فما هي الاستقامة الَّتي هذا شَأْنُهَا؟


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (38).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (277)، والدارمي رقم (682)، وأحمد رقم (22378).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (6467)، ومسلم رقم (2818).