مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ﴾ [هود: 112]، وقال لِعبَادِهِ المؤمنين: ﴿فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ
إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ﴾
[فصلت: 6] وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ
لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا﴾
[الجن: 16]، وقال النَّبيُّ - كما في حديث سُفْيَانَ بْنِ عبد الله رضي الله عنه
أنَّه قال للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي
الإِْسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ بَعْدَكَ - فَقَالَ رَسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ
فَاسْتَقِمْ» ([1]).
وفي
حديث ثَوْبَانَ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ
الصَّلاَةُ، وَلَنْ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ» ([2]).
وقال
عليه الصلاة والسلام: «سَدِّدُوا
وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يُدْخِلُ أَحَدَكُمُ الْجَنَّةَ عَمَلُهُ»،
قَالوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ
وَفَضْلٍ» ([3]).
فَهَذِهِ
الآيَاتُ القُرْآنِيَّةُ والأحاديث النَّبويَّة تُبَيِّنُ ما للاستقامة مِنْ
أَهَمِّيَّةٍ، وأنَّ الله سبحانه وتعالى أَمَرَ بِهَا رَسُولَهُ، وَأَمَرَ بها
عبَادَهُ المؤمنين، وأنَّ الله وَعدَ أَهْلَ الاستقامة الخَيْرَ في الدُّنيا
والآخرة.
·
تعريف
الاستقامة:
إذًا فما هي الاستقامة الَّتي هذا شَأْنُهَا؟
([1]) أخرجه: مسلم رقم (38).