اسْتَبْدَلُوا علْمَ الوَحْيِ الَّذي جَاءَ بِهِ
مُوسَى عليه الصلاة والسلام بِعلْمِ السِّحْرِ الَّذي جاءت به الشَّياطين؛
عقُوبَةً لهم؛ لأنَّ مَنْ تَرَكَ الحَقَّ ابْتُلِيَ بالبَاطِلِ. هذه سُنَّةُ الله
سبحانه وتعالى مَنْ عرَفَ الحَقَّ وَتَرَكَهُ، ولم يَعمَلْ بِهِ، فَإِنَّهُ
يُبْتَلَى بالباطل؛ عقُوبَةً له؛ ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ
لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾
[الصف: 5] فالَّذي يَشْتَغِلُ بالطَّاعةِ يَعصِمُهُ الله سبحانه وتعالى والَّذي
يَتْرُكُ الطَّاعةَ يُبْتَلَى بالمَعاصِي والفُسُوقِ، والَّذي يَتْرُكُ الإِيمَانَ
يُبْتَلَى بالكُفْرِ؛ والَّذي يَتْرُكُ العلْمَ النَّافِع يُبْتَلَى بالعلْمِ
الباطل.. وهكذا.
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَمَّا
جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّه﴾
[البقرة: 101] يَعنِي: مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم. ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ﴾
[البقرة: 101] يَعنِي: اليهود ﴿رَسُولٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ
فَرِيقٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ﴾ [البقرة: 101]؛ نَبَذُوا التَّوْرَاةَ؛ لأنَّ فِيهَا
ذِكْرَ نُبُوَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم في التَّوراة والإنجيل ﴿ٱلَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا
عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ﴾
[الأعراف: 157] التَّوراة والإنجيل ذَكَرَتْ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم؛
ذَكَرَتْ رِسَالَتَهُ، وَجَاءَ اليَهُودُ وَحَرَّفُوهَا، وَجَحَدُوا ذِكْرَ
رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم حَسَدًا وَعنَادًا، وَعاقَبَهُمُ اللهُ،
فَاشْتَغَلُوا بالسِّحْرِ؛ ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ
مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِيقٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ
كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ١٠١وَٱتَّبَعُواْ
مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ
وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ
عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ
حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا
مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ
بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا
يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ
مِنۡ خَلَٰقٖۚ