غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ
أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا
يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٣١﴾ [النور: 30- 31] فَأَمَرَ الرِّجَالَ بِغَضِّ البَصَرِ
عمَّا حَرَّمَ اللهُ سبحانه وتعالى كالنَّظَرِ إلى النِّساء، والنَّظَرِ إلى وسائل
الفتنة من الصُّوَرِ الخليعة الَّتي حرَّم اللهُ.
كَذَلِكَ
النَّظر والاطِّلاع على عورات النَّاس في بيوتهم، وهذا حَرَامٌ علَى الرِّجَالِ
والنِّسَاءِ؛ لأنَّه يَجُرُّ إلى الوقوع في الفاحشة، والله سبحانه وتعالى إذا
حَرَّمَ شَيْئًا، حَرَّمَ الوَسَائِلَ الَّتي تُفْضِي إِلَيْهِ، وَمِنْ ذَلِكَ
النَّظر؛ لأنَّه وسيلة «فَالْعَيْنَانِ
يَزْنِيَانِ؛ وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ» ([1]).
والنَّظَرُ
سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ إِذَا أَرْسَلَهُ الإِنْسَانُ، فإنَّه
سَهْمٌ؛ يَعنِي: قذيفة مسمومة تَقْتُلُ صَاحِبَهَا؛ فهذا السَّهْمُ يرجع إلى قلب
النَّاظر.
النَّظَرُ
سَهْمٌ مَسْمُومٌ يَرْجِع إلى قَلْبِ النَّاظِرِ، وَيَطْعنُهُ فِي قَلْبِهِ،
فيؤثِّر فيه، أو يقتله وَيُمِيتُهُ، فلا ينظر كُلٌّ مِنْهُمْ إلى ما حَرَّمَ
اللهُ.
خُلِقَ هَذَا النَّظَرُ وَهَذَا البَصَرُ نِعمَةً يستعملها الإنسان فيما أَبَاحَهُ الله له، وَيَسْتَعينُ بِهِ فِيمَا أَبَاحَ اللهُ له، وَيَكُفُّهُ عمَّا حَرَّمَ الله عليه، فقال تعالى في حقِّ الرِّجال: ﴿يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ﴾ [النور: 30] وقال في حَقِّ النساء: ﴿يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ﴾ [النور: 31] وقال في حَقِّ الرِّجَالِ: ﴿وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ﴾ [النور: 30] وقال في حَقِّ النساء: ﴿وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور: 31] فيحفظ الرَّجُلُ فَرْجَهُ، وَتَحْفَظُ المَرْأَةُ فَرْجَهَا مِنَ الحَرَامِ؛ فلا تتسبَّب أو يتسبَّب الرَّجل في الوقوع في الفاحشة، وذلك بالسَّتْرِ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6243)، وأحمد رقم (8526).