المحاضرة السادسة
والأربعون
ما يجب في التعامل مع العلماء وفضل
العلماء
****
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ
لله القَائِلِ في مُحْكَمِ كِتَابِهِ: ﴿ۗ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ
لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الزمر: 9] والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد
القائل: «فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ
الأَْنْبِيَاءِ» ([1]).
أمَّا
بَعدُ.. فإنَّ الموضوع الَّذي سنتحدَّث عنه هو كما أُعلِنَ: «التَّعامُلُ مع العلماء». لا شَكَّ
أَنَّ العلماء مَيَّزَهُمُ الله سبحانه وتعالى على غَيْرِهِم بِمَيْزَةِ العلْمِ
بِهِ سبحانه وتعالى وَبِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَمَا يَجِبُ له سبحانه على
عبَادِهِ مِنْ حَقِّ عبَادَتِهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له.
وَكَذَلِكَ
العلْمُ بالحَلالِ وَالحَرَامِ، والعلْمُ بطريق الحَقِّ وطريق الضَّلال؛ ليبيِّنوا
لأنفسهم، وليبيِّنوا لغيرهم؛ فقد حَمَّلَهُمُ الله سبحانه وتعالى أَمَانَةَ
العلْمِ، وائْتَمَنَهُمْ علَيْهَا.
فَهَذَا تَشْرِيفٌ خَصَّهُمُ اللهُ بِهِ علَى غَيْرِهِمْ، وَلِهَذَا قَالَ: ﴿ۗ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الزمر: 9] الله جل وعلا نَفَى التَّسْوِيَةَ بَيْنَهُمْ وبين غيرهم؛ لأنَّهم يمتازون على غيرهم بِمَيْزَةٍ عظيمة، وَمَنْ يَمْتَازُ على غيره بميزة عظيمة لا يتساوى هو ومن فقد هذه المَيْزَةَ، ويكفي شرفًا لهم أنَّ الله سبحانه وتعالى استشهدهم، وذكر شهادتهم مع شَهَادَتِهِ وَشَهَادَةِ ملائكته على تَوْحِيدِهِ.
الصفحة 1 / 439