وَإِنْ كانت نِعمُ الله عظيمة ولا تُحْتَقَرُ
ولا تُسْتَصْغَرُ، بل يجب أن تُذْكَر وتُشْكَر، ولكن نعمة الإسلام هي أعظم
النِّعمِ.
رَسُولُ
الإسلام الَّذي بَعثَهُ اللهُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم أيضًا نعمة عظيمة؛
لأنَّه هو الَّذي بَيَّنَ هذا الإِسْلامَ، وجاء به، وَدَعا إِلَيْهِ؛ قَالَ
تَعالَى: ﴿لَقَدۡ
مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ
أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ
وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164] ولكن هناك صَوَارِفُ وَعوَارِضُ تعرض
للإنسان قد تُخْرِجُهُ من هذا الإسلام - إن كان مِنْ أَهْلِهِ - أو تُضْعفُهُ في
قَلْبِهِ، أو تَصُدُّهُ عن الدُّخول فيه، إن كان لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ.
هناك
فِتَنٌ عظيمة تَعرِضُ للإنسان، فيجب عليه أن يكون على معرفة بها، كما يجب عليه أن
يَعرِفَ ما هو المَخْرَجُ منها إذا ابْتُلِيَ بها.
وَمِنْ
هُنَا كَانَ الصَّحابيُّ الجَلِيلُ حُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ رضي الله عنه
يَقُولُ: كان النَّاس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخَيْرِ، وكنت
أَسْأَلُهُ عن الشَّرِّ؛ مَخَافَةَ أن أَقَع فيه ([1]).
فَمَعرِفَةُ
الإسلام أوَّلاً والتَّبْصِيرُ فيه ومعرفة أحكامه وتفاصيله أَمْرٌ وَاجِبٌ، ثُمَّ
أَيْضًا مَعرِفَةُ ما يَصْرِفُ عنه، وَيَحُولُ بَيْنَ العبد وَبَيْنَهُ، أو ما
يُضْعفُهُ فِي قَلْبِهِ من الآَفَاتِ؛ فَيَعرِفُ المَنَافِع، وَيَعرِفُ
المَضَارَّ؛ مِنْ أَجْلِ أن يأخذ بالمنافع، وَيَتَجَنَّبَ المَضَارَّ؛ فإنَّه إذا
لم يعرف الأمور الضَّارَّة والأمور المضلَّة، ربَّما تُهْلِكُهُ وَهُوَ لا
يَدْرِي.
واللهُ جل وعلا أَمَرَنَا أن نتمسَّك بهذا الدِّين إلى الوَفَاةِ؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ولا شَكَّ أَنَّ البقاء على