×

وقال عمر اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك، فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، ثم أمر العباس فدعا الله عز وجل، فالتوسل الذي هو من هذا القبيل، طلب الدعاء من الشخص في حياته، فهذا لا بأس به.

أما التوسل بمعنى: التوسط بالأموات والغائبين، فهذا أمر مبتدع ولا يجوز؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن ندعوه بدون أن نجعل بيننا وبينه وسائط في الدعاء، وإنما جاز طلب الدعاء من الحي، لورود الدليل في ذلك، أمَّا الأموات والغائبون فإن لم يرد ما يدل على أنهم يتوسل بهم، فالذي يفعل هذا يكون قد فعل بدعة محدثة في الدين، وإن انضاف إلى هذا أنه يتقرب إلى هذه الواسطة بأنواع العبادة؛ فهذا شرك أكبر، وهو الذي كان المشركون يفعلونه، قال الله تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ [الزمر: 3]، فإذا كان معنى التوسل؛ أنه يطلب من الميت أو الغائب، ويتقرب إليه بأنواع العبادة، كالذبح له، أو النذر له، فهذا شرك أكبر، أمَّا إذا كان المراد بالتوسل أن يقول: اللهم إني أسألك بحق فلان، أو أتوسل بفلان، أو نحو ذلك، فهذا من البدع والمحدثات في الدعاء، والله تعالى أعلم.


الشرح