×

حكم التوسل بالأحياء

**********

يقول السائل: قرأت في كتاب الاستسقاء بأن عمر رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فاسقنا، ما صحة هذا؟ وما هو الاستسقاء مأجورين؟

هذا الأثر صحيح، فقد ثبت أن عمر رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس، وقال «اللَّهُمَّ أنَا كُنَّا نَسْتَسْقِي إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا فَيُسْقَوْنَ» ([1])، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم لما كان حيًا أن يدعو لهم، فيسقون، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم تعذر طلب الدعاء منه، فتوجهوا إلى العباس وهو حي، لأنه من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فطلبوا منه الدعاء، ولو أن السائل أكمل الحديث لتبين له ذلك، لأنه قال عمر قم يا عباس فادع.

سائل من جمهورية السودان مقيم بجدة يقول: ما حكم التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته، هل هو جائز؟ وما أقسام التوسل؟

التوسل بذات الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز مبتدع، وإنما التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم لما كان حيًا، فيطلب منه الدعاء في حياته، وبعد مماته التوسل باتباعه والاقتداء به صلى الله عليه وسلم، هذا هو الوسيلة إلى الله عز وجل، اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به، بالأقوال والأفعال، والعبادات.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3710).