×

«لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ» ([1])، وقال تعالى: «يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» ([2]).

معنى حديث لا عدوى ولا طيرة

**********

يقول السائل: نأمل توضيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ، وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ» ([3])، ما نوع النفي في هذا الحديث؟

النفي في الحديث معناه: النهي، أي: لا تطيروا ولا تعتقدوا في هذه الأشياء، وإنما علقوا عقيدتكم بالله سبحانه وتعالى، وهذا رد على ما كان عليه أهل الجاهلية، الذين يعملون بهذه الأشياء، ويعتقدون فيها، فهذا رد عليهم، ونفي لما كانوا عليه من الباطل، وقوله: «لا عَدْوَى»، المراد بالعدوى: انتقال المرض من شخص إلى شخص، أو من بلدٍ إلى بلد، هذه هي العدوى، انتقال المرض من مكان إلى مكان آخر، وهذا واقع ويؤمر بالتحرز منه، لهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُورَدُ مُصِحٌّ عَلَى مُمْرِضٍ» ([4]) وقال عليه الصلاة والسلام: «فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأْسَدِ» ([5])، فتأخذ الوقاية إذا وقع الوباء في بلد فلا يخرج منه أحد، ولا يقدم عليه أحد؛ منعًا للعدوى، لكن هذه أسباب وقائية، وكما يقولون: الوقاية خير من العلاج، أمَّا الذي ينقل المرض ويقدر المرض فهو الله سبحانه وتعالى، لا تنتقل العدوى بنفسها بدون تقدير الله ومشيئته، كما


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2246).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4826)، ومسلم رقم (2246).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (2220).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (5771).

([5])  أخرجه: أحمد رقم (9722).