تعتقده الجاهلية: «لا عَدْوَى»
أي: لا تعتقدوا أن العدوى تحصل بنفسها بدون تقدير الله جل وعلا ولا يمنع هذا من
اتخاذ الأسباب الواقية كما ذكرنا، مما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما الطيرة؛ فهي: التشاؤم، يتشاءمون
بالبقاع، ويتشاءمون بالطيور، ويتشاءمون بالأشخاص، ويتشاءمون بالزمان والأوقات، كل
هذا باطل؛ لأن هذا اعتقاد بغير الله سبحانه وتعالى أنه ينفع أو يضر، فيعلق القلب
بالله عز وجل، ولا يتشاءم بالطيور، والدواب، وغيرهما، فهذا من أمور الجاهلية، شرك،
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «الطِّيَرَةُ
شِرْكٌ» ([1]).
«وَلا هَامَةَ»: وهي الطائر المعروف
بالبومة، وكانت في العادة تقع على الخرائب، وعلى مخلفات المباني، فيعتقد فيها أهل
الجاهلية، أنها تنعى وأنها تدل على الموت، فإذا وقعت على جداره يقول: نعت إليَّ
نفسي، فهذا من أمور الجاهلية، فهذا طائر ليس له دخل في موتٍ ولا حياة ولا يعتقد
فيه.
«وَلا صَفَرَ» هو شهر صفر، كانوا يتشاءمون
به في الجاهلية ويظنون أنه وقت مشؤوم، فتض النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، صفر وأن
شهر من الشهور، ووقت من الأوقات، ليس فيه نفع ولا ضرر إلاَّ بتقدير الله جل وعلا.
السائل بسام من سوريا يقول في سؤاله: كيف نجمع بين حديث: «لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا هَامَةَ، وَلا صَفَرَ» ([2])، وحديث: «فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأْسَدِ» ([3])، وكيف نوفق بينهما؟
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3910)، وابن ماجه رقم (3538)، وأحمد رقم (3687).