×

والارتفاع، قال ابن القيم رحمه الله:

فلهم عبارات عليهم أربع **** قد حصلت للفارس الطعان

وهي استقر وقد علا وكذلك **** ارتفع الذي ما فيه من نكران

وكذاك قد صعد الذي هو رابع **** وأبو عبيدة صاحب الشيباني

فهذه معاني الاستواء: العلو على العرش، والاستقرار، والارتفاع عليه، من غير حاجة به سبحانه وتعالى إلى العرش، ولا إلى شيء من مخلوقاته، قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا [فاطر: 41].

فلا يمسك السماوات والأرض إلاَّ الله سبحانه وتعالى. فالاستواء على العرش ليس معناه: أن العرش يقله أو يظله وإنما معناه: أن الله جل وعلا يفعله إذا شاء، وهذا من كمالاته وأدلة توحيده سبحانه وتعالى.

حكم قول أدركتني رحمة الله فنجوت

**********

ما حكم قول: «أدركتني رحمة الله فنجوت من حادث أليم»، وما معنى قوله تعالى: ﴿وَلَوۡلَا نِعۡمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ [الصافات: 57] ؟

يقول: تداركني الله برحمته فنجوت، لا يقول أدركتني الصفة، ينسب إليها الرحمة والمشيئة؛ إنها ينسب إلى الله سبحانه وتعالى، وقوله تعالى: ﴿قَالَ هَلۡ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ ٥٤فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ ٥٥قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرۡدِينِ ٥٦وَلَوۡلَا نِعۡمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ ٥٧ [الصافات: 54-57]، يعني في النار، فهذا يتذكر نعمة الله عليه، من باب الشكر لله عز وجل.


الشرح