بيان مرجع الأمة عند التنازع والاختلاف
**********
يقول السائل: ثبت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى
اخْتِلاَفًا كَثِيرًا» ([1])، هذا الاختلاف، هل
سيصيب الأمة الإسلامية آخر الزمان وتضعف الوحدة الإسلامية؟ أرجو التوضيح وفقكم
الله؟
اختلافها قديم، قال
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَعِشْ
مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا»؛ ولكن الحمد لله، هناك مرجع نرجع
إليه ونحسم هذا الخلاف؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» ([2])، والله جل وعلا
يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ
إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ
وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59]، الخلاف موجود، ولكن الميزان هو الكتاب، والسنة.
حكم هجر المتحزبين
للجماعات
**********
يقول السائل: هل
يجوز هجر المتحزب لأي جماعة؟
إذا كانت الجماعة مخالفة لأهل السنة، فيجب هجرها ولا يتحزب لها، بل يرجع إلى الحق، وإلى من كان معه الحق، ومن كان على مذهب أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، وقال تعالى: ﴿أَوَ كُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدٗا نَّبَذَهُۥ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ﴾ [البقرة: 100]، فيتبع منهج الحق؛ منهج السلف الصالح، ولا يتعصب للمخالفين.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).