×

خطر الاختلاف على الأمة

**********

السائل ع. ع. ع، يقول في سؤاله: في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» ([1])، هل هذا الاختلاف يصيب الأمة في آخر الزمان ويضعف من وحدتها؟

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيقع اختلاف، وهذا الإخبار معناه: التحذير من الاختلاف؛ لأن الله نهانا عن الاختلاف، قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ [آل عمران: 105]، والاختلاف مذموم، بمعنى: إذا أصر كل واحد من المخالفين على مذهبه وعلى رأيه، وأمَّا إذا حصل اختلاف فهو من طبيعة البشر والأفهام، ولكن يُحسم هذا الاختلاف بالرجوع إلى الكتاب والسنة؛ فيؤخذ ما دلَّ عليه الكتاب والسنة، ويترك ما خالفهما، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59]، فالاختلاف من طبيعة البشر، لختلاف المفاهيم، ولكن يجب الرجوع إلى الكتاب والسنة، فهما الميزان في بيان الحق، ولا نتعصب لآرائنا، أو لآراء مشايخنا، أو رؤسائنا؛ وهذا لا يجوز، وهو من اتخاذ الرهبان والأحبار أربابًا من دون الله، كما حصل من النصارى.

فموقف المسلمين عند الاختلاف؛ أنهم يردونه إلى الكتاب والسنة، وهذا من شأن العلماء، أمَّا العوام فإنهم يسألون أهل العلم عما أختلف


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).