فيه، ويأخذون بما أفتوهم
به، ولا يأخذون ما يوافق أهواءهم ورغباتهم، ويقولون: أفتى فلان، أو قال فلان، دون
معرفة الدليل ومستنده، هذا أمر لا يجوز، والنبي صلى الله عليه وسلم حينما أخبر عن
وقوع الاختلاف، قال عليه الصلاة والسلام: «عَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا
بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ
الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، فالرسول صلى الله
عليه وسلم لم يخبرنا عن الاختلاف، وسكت، وإنما قال: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي»، فعند الاختلاف نرجع إلى سنة الرسول، وسنة
خلفائه الراشدين، ونأخذ بما قام عليه الدليل، هذا هو الواجب علينا.
معنى حديث «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ»
**********
هل للخلفاء الراشدين
الأربعة سنة متبعة، وهل المقصود بحديث: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ» الخلفاء الأربعة، أم يشمل غيرهم من الخلفاء؟
قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» ([2])، وسنة الخلفاء الراشدين تابعة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فهم يحيون سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويبينونها للناس، فهي سنة بيانية، وليست استقلالية، وهذا مقصور على الخلفاء الأربعة: أبي بكر، عمر، وعثمان وعلي رضي الله عنهم، أمَّا بقية الخلفاء والولاة، فالواجب معهم، الطاعة بالمعروف.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).