لمشيئة الله عز وجل، فدلت الآية الكريمة على إثبات المشيئة للعبد، وإثبات
المشيئة الله، وأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله عز وجل. وأمَّا قوله تعالى: ﴿فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن
وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ﴾ [الكهف: 29]، فهذا ليس معناه التخيير، بل معناه الزجر،
والتهديد، والتوبيخ، لأن الله تعالى قال في أول الآية، ﴿وَقُلِ ٱلۡحَقُّ
مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ
أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ﴾ [الكهف: 29]، فهذا
يُفيد التهديد، والتوبيخ، وأن الإنسان إذا عصى الله سبحانه وتعالى، وكفر بالله؛
فإن الله سبحانه وتعالى يعاقبه؛ لأنه فعل الكفر باختياره، وإرادته ومشيئته، فهو
يستحق عقاب الله، ودخول النار كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّآ
أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ﴾ [الكهف: 29].
حكم التسخط على قدر
الله
**********
يقول السائل: من
ابتلي ببلوى في هذا الزمان من مرض، أو من فاقة، ثم يتسخط من هذا القدر الذي أصابه
من الله عز وجل، ويقول: لماذا أنا فقير وغيري من الناس يملكون أموالاً كثيرة؟ فما
حكم هذا التسخط، وما هو المخرج منه؟
لا يجوز التسخط بقدر الله؛ بل عليه أن يصبر، ويرضى، ويسأل الله عز وجل أن يفرج له مما هو فيه، ولا يتسخط على قضاء الله وقدره؛ لأن قضاء الله لا بد أن ينفذ، سواء رضي أو لم يرضَ، الشخص، ولكن إذا تَسَخَّطَ فاته الأجرُ، واستحق العقاب، أمَّا إذا رضي، فإن الله يأجره على ذلك، وتكون المصائب والنوازل خيرة له في دينه ودنياه.