الشأن في أن الإنسان أن
يكون موظفا وله راتب، هذا إنما هو إعانة على أداء المهمة، ولا يكون هو المقصود
الأول، بينما المقصود الأول أن الإنسان يتشرف بأن يكون موجها لأبناء المسلمين،
ويتخرج على يديه أفواج من أبناء المسلمين مؤهلين بالعلم والعقيدة، من أجل أن يشقوا
طريقهم في التعليم، إلى نهاية المراحل -إن شاء الله-، ومعلوم أنه إذا كانت البداية
جيدة؛ فما بعدها ينبني عليها، وإذا كانت البداية ليست جيدة؛ فإن ما بعدها يكون
مثلها أو أقل منها، تضعون الأساس الآن في مراحل الدراسة، فهي مراحل:
أول مرحلة: عليكم بالجد والاجتهاد، وإخلاص النية لله عز وجل، الحرص على ضبط وتعليم
أبناء المسلمين، فنحن في وقت -كما تعلمون- كثرت فيه الفتن، والصوارف عن طلب العلم،
ولا يخفاكم من انشغال الناس في وسائل الإعلام وما يتبعها، وسلبيات الحضارة التي
شغلت الناس الآن عن مهمتهم؛ لأن المسلمون ليسوا مثل بقية البشر؛ فالمسلمون يحملون
مهمة الإسلام وإيصاله إلى العالم؛ لأنه رسالة عالمية، فالمسلمون عليهم مسؤولية
بالدرجة الأولى، قال الله جل وعلا: ﴿وَإِنَّهُۥ
لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ﴾ أي: القرآن، وسوف ﴿وَسَوۡفَ
تُسَۡٔلُونَ﴾ [الزُّخرُف: 44]، يسألكم الله عن هذه المهمة، وما قدمتم
لها، وأول المسؤولون عن هذه المهمة: المدرسون، ثم بقية المسلمين.
فالمدرسة لاشك أنها هي الأم والمربي، فهي تربي الأولاد التربية الدينية
والأخلاقية، وأما الوالدان فالغالب أنهما يربيان بدنيا، وقد يوفقهم الله لبيان
الدين، ولكن في البداية مُتكلين على مرافق التعليم.
وعلى كل حال أنتم أدرى بهذا، ولكنه من باب التذكير، أن يقوم كل