مسؤول وكل مدرس بما وكل
إليه، وأن يكون رائده ثواب الله سبحانه وتعالى، وإبراء ذمته مما وكل إليه، وأحسبكم
كذلك -إن شاء الله-، ولكن هذا من باب التأكيد، والتواصي بالحق، ولا شك أن المهمة
عظيمة، وأن أولاد المسلمين أمانة في أعناقنا، وأنهم هم الجيل الذي سيتحمل
المسؤولية بعد من سبقهم، ولا يمكن أن يتحملوها على الوجه المطلوب إلا إذا كانوا
مؤهلين، فمن مهمة التعليم التأهيل ليتحمل المسؤولية، ومهمة المسلمين -كما ذكرنا-
ليست قاصرة عليهم، بل هم مسؤولين عن العالم؛ ليقوموا بالدعوة إلى الله، ويبلغوا هذا
الدين، وينشر وه؛ لأن القرآن نزل بلغتهم، والرسول صلى الله عليه وسلم بُعث منهم،
وأنتم والحمد لله بما شرفكم الله به من مهنة التدريس تحملون مسؤولية عظيمة، نسأل
الله أن يعينكم على القيام بها، وأن يكتب لكم الأجر والثواب، وأن تكونوا قدوة
صالحة، والطالب ولاشك نسخة من مدرسيه، وقد جربناها نحن وجربها غيرنا، فالطالب نسخة
من المدرس، فإن كان المدرس جادا وصالحا ومفيدا؛ فالطالب يكون نسخة منه، وإن كان
غير ذلك -لا قدر الله- فإن الطالب سيكون على مستوى مدرسيه.
والواجب علينا جميعًا أن نتعاون على البر والتقوى، وأن تتناسخ فيما بيننا،
وأن نتواصى بالحق، وأن نتواصى بالصبر، ونكون أعضاء صالحين في مجتمعنا، وأهم شيء في
المجتمع هو التعليم، وأنتم ولله الحمد توليتم هذه المهمة؛ بل توليتم أهم شيء في
المهمة وهو البداية.
والنهاية تترتب على البداية، فلنستشعر هذه المسؤولية، وهذه المهمة، ونعتبر
أن كل طالب في المدرسة فإنا مسؤولون عنه أمام الله جل وعلا، ثم أمام المجتمع،
فلنكن عند حسن الظن، ولنكن مراقبون لله أولا وقبل كل شيء في أداء مهمتنا ونحتسب
الأجر من الله سبحانه وتعالى.