×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 التي حذرنا الله منها: ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ [الأنعام: 153]، سبيل الله سبحانه وتعالى وصراطه هو طريق النجاة، فنحن بحاجة ماسة إلى هذا، خصوصًا مع اشتداد الفتن الآن، وكثرة دعاة الضلال، وكثرة الوسائل التي تنشر الشر بين الناس، وهي وسائل شر دقيقة، تصل إلى الناس في بيوتهم، وعلى فرشهم، تدعو إلى الضلال، وإلى الإباحية، تدعو إلى الشبهات والشهوات المحرمة، تدعو إلى الأفكار المنحرفة، يسمون هذا بسعة الأفق! وسعة الثقافة! وألا تكون متحجرا! ولا تبقى متشددا ! فهذا لا يزهد المسلم في منهج السلف ومذهب السلف وعلم السلف، فطريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم من طريقة الخلف، علم السلف مأخوذ من الكتاب والسنة، وعلم الخلف فيه دخيل، وفيه خلط كثير غير مصفى، أما علم السلف فهو مصفى؛ ولهذا تجدون كتب السلف كل ما تقادم منها تجدونه أصفى وأقل تكلفًا.

ولهذا يقول العلامة ابن رجب رحمه الله في رسالته «فضل علم السلف على علم الخلف»: «السلف كلامهم قليل وعلمهم غزير، والخلف كلامهم كثير، وعلمهم قليل».

فلنتنبه لهذا الأمر، هذا هو منهج السلف، الذي لا نجاة لنا إلا بالسير عليه والصبر عليه؛ بعد أن نعرفه ونتعلمه على الطريقة الصحيحة غير المزورة والملبسة، فهناك أشياء تنسب إلى السلف وهي باطلة ليست من مذهب السلف فلنحذر من هذا.

هذه كلمات يسيرة في هذا الموضوع، ولا أستطيع الإحاطة به من كل جوانبه، ولكن الله جل وعلا يقول: ﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الذّاريَات: 55]، ويقول سبحانه: ﴿فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ ٩سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ ١٠ [الأعلى: 9، 10].


الشرح