×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

لدراسة منهج السلف والعناية به والتمسك به، والشير عليه، فالمسألة تحتاج إلى اهتمام، لا سيما مع استحكام الضلال والظلام، فلا بد للمسلم من نور يسير به في ظلمات الضلالات والجهالات.

اليوم يكثر من يتعالم ويدعي العلم والمعرفة، وهو لم يتلق العلم عن مصادره وعن أصوله، بل يتلقاه عن أمثاله، أو من الكتب، أو من الثقافة كما يقولون! وهذا ليس موصلا إلى الخير ولا إلى الطريق الصحيح، لا بد من التعلم الصحيح على منهج السلف على أهل العلم؛ لأجل التمسك به، والسير عليه، لا بد من الصبر على ما ينالك في سبيله من اللوم والتحقير وغير ذلك.

تسمعون الآن التحقير والتنديد لمن يتمسك بمنهج السلف، ويقولون: هذا رجعي! وهذا وهذا، فلا يزهدكم في الحق مثل هذه الترهات والأباطيل، تمسكوا بهذا المنهج السليم، لأنه طريق النجاة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «فإنه مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا؛ فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ»، فعند الاختلاف لا ينجي من الضلال إلا التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنة خلفائه الراشدين المهديين، هذا طريق النجاة، وطريق السلامة وطريق الجنة.

فلنعتن بمذهب السلف، ولا يزهدنا فيه من يقلل من شأنه أو يصفه بالأوصاف الذميمة، لا يقلل من شأنه في نفوسنا، بل يزيد هذا في نفوسنا؛ لأنهم ما حاربوه إلا لأنه طريق حق، وهم يريدون الضلال، فاحذروا منهم -يا عباد الله-، ولا تكتفوا بمجرد الانتساب، ولا تكتفوا بالتعالم بدون تعلم، تلقوا العلم عن العلماء المعروفين به، والعلماء المستقيمين على الطريق الصحيح، تجنبوا هذه الطرق المنحرفة


الشرح