والله جل وعلا يقول: ﴿وَٱلَّذِينَ
ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ﴾ [التوبة: 100]، يعني: بإتقان، ولن تتقن مذهب السلف إلا
إذا عرفته وتعلمته، ولن تتمسك به إلا إذا صبرت عليه، ولا تسمع للدعايات المضللة،
المنفرة عنه والمزهدة فيه، هذا هو الطريق الصحيح طريق النجاة، والمخالفون له «كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً
وَاحِدَةً»، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1])، هذا منهج السلف،
وهو طريق النجاة الموصل إلى الجنة، لا طريق غيره، كل الطرق غيره ضالة، قال تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ﴾ [الأنعام: 153]، هو صراط
الله، وغيره سبل مضللة، وطرق منحرفة، على كل سبيل منها شيطان يدعو الناس إليه -كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم -، فالنبي صلى الله عليه وسلم تخوف من هؤلاء الدعاة
-دعاة الضلال- الذين يريدون أن يصرفوا الناس عن منهج السلف، وأخبر أنهم دعاة على
أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها، فالخطر شديد، وكلما يتأخر الزمان تشتد الغربة
وتكثر الفتن، ويحتاج المسلمون إلى عناية أكثر بمنهج السلف.
ومن هؤلاء المضللين من يقول: إن الناس كلهم مسلمون فنقول: مسلمون على أي طريق؟ مسلمون على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ نعم، أو مسلمون بالاسم وهم على طرق منحرفة على منهج فلان وعلان؟ فهم ضالون، وهم على طريق يؤدي إلى جهنم، فليست المسألة مسألة انتساب للإسلام فقط، بل انتساب وحقيقة، ولا يمكن هذا إلا بالعلم النافع والعناية بالدراسة؛ ولذلك تجدون العلماء يهتمون بالعقيدة، وأبوابها، وفصولها، ومسائلها، وقد ألفوا فيها المطولات والمختصرات؛
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641).