×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 ويدعون إلى فقه جديد، كثر هذا في الجرائد والمجلات من الكُتَّاب وأهل الضلال، يريدون أن يفلتوا أيدينا من منهج السلف؛ لأننا إذا لم نعرف مذهب السلف وزهدنا فيه ولم ندرسه فإننا نضل.

ولا يكفي الانتساب إلى منهج السلف من غير علم، ومن غير بصيرة بمذهبهم، وهذا ما يريدونه منا، يريدون أن نترك مذهب السلف، وفقه السلف، وعلم السلف، وتحدث فقهًا جديدًا كما يقولون يصلح لهذا الزمان، مع أن شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة، فمنهج السلف صالح لكل زمان ومكان، لأنه نور من الله عز وجل، فلا يزهدك فيه كلام لهؤلاء المخلين أو الضالين، فالإمام مالك رحمه الله يقول: «لا يصلح آخر لهذه الأمة إلا ما أصلح أولها»، والذي أصلح أولها ما هو؟ هو الكتاب والسنة، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والعمل بالقرآن، هذا الذي أصلح أول هذه الأمة، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، فمن أراد النجاة فعليه معرفة منهج السلف، والتمسك به والدعوة إليه، فهو الطريق للنجاة، وهو كسفينة نوح؛، من ركبها نجا، ومن تركها هلك وغرق في الضلال؛ فلا نجاة لنا إلا بمذهب السلف، ولا يمكن أن نعرف مذهب السلف إلا بتعلمه، وتدريسه، ودراسته، مع سؤال الله بأن نقول: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧ [الفاتحة: 6- 7]؛ ندعو الله أن يوفقنا له وأن يثبتنا عليه، لا بد من هذا، فليست المسألة مسألة دعاوى، كما قال الشاعر:

والدعاوى إذا لم يقيموا **** بيناتٍ عليها أهلها أدعياءُ


الشرح