ويحقر ويضلل ويهدد فيحتاج
إلى صبر؛ ولهذا جاء في الأحاديث: «يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِيِنِهِ كَالقَابِضِ عَلَى
الجَمْرِ» ([1])، لأنه يلقى أذى
ويلقى شرًّا من الناس، فيحتاج إلى صبر، فهو كالقابض على الجمر، فليس هذا الطريق
مفروشا بالورود، بل فيه مشقة، وفيه أي من الناس، يحتاج من يسير عليه إلى صبر وثبات
حتى يلقى ربه عز وجل؛ فإذا سرت عليه تنجو من النار، وتنجو من الضلال في الدنيا،
وتنجو من النار في الآخرة، لا طريق إلا هذا، ولا نجاة إلا بسلوك هذا، والآن يخلون
عن منهج السلف في الصحف والمجلات والمؤلفات، ويتنقصون أهل السنة والجماعة
والسلفيين الحقيقيين، يقولون: إنهم متشددون! إنهم تكفيريون! وإنهم وإنهم.. ولكن
هذا لا يضر، وإنما يؤثر على الإنسان الذي ليس عنده صبر وقوة عزيمة، فهناك من يلعن
الصحابة -لا سيما أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم -، ويسب معاوية وينشر مثالب
للصحابة؛ ليشوه تاريخهم ويقطع الصلة بهم وبسلف الأمة وأئمتها.
ومنهم من يقول: من هم السلف؟ السلف هم طائفة مثل سائر الطوائف، وفرقة
مثل سائر الفرق، وحزب مثل سائر الأحزاب، ليس لهم ميزة، هكذا يقول بعضهم، يريد من
ذلك أن يفلت أيدينا من منهج السلف.
ومنهم من يقول: لسنا مكلفين بفقه السلف، وعلم السلف؛ بل نشق طريقنا نحن ونستنبط من جديد، ونستخرج الأحكام من جديد، ونوجد لنا فقها جديدا، ففقه السلف فقه قديم، ويقولون: إنه لا يصلح لهذا الزمان؛ وإنما هو صالح لزمانهم، وزماننا غير زمانهم؛ فيزهِّدون في فقه السلف،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2260).