×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 فأنت تسأل الله أن يجنبك لهذه الطرق وأن يهديك الصراط، يعني: أن يدلك على الصراط المستقيم، وأن يثبتك عليه، تقرأ هنا في كل ركعة؛ لأهمية هذا الدعاء، فتأمل معنى ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ [الفاتحة: 6]، ومن هم الذين يسيرون على هذا الصراط المستقيم؟ هم الذين أنعم الله عليهم، ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ، هم ﴿مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا [النساء: 69]، وإذا سألت الله أن يهديك هذا الصراط، تسأل الله أن يجنبك الطرق الضالة، والطرق المنحرفة، ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ، والذين غضب الله عليهم، هم اليهود الذين علموا الحق، ولكنهم لم يعملوا به، وكل من سار على نهج اليهود من هذه الأمة، من كل من عرف الحق ولم يعمل به فهو على طريق اليهود المغضوب عليهم؛ لأنه عرف الحق ولم يعمل به، فأخذ العلم وترك العمل، وكل عالم لا يعمل بعلمه؛ فهو من المغضوب عليهم.

وقوله ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ، وهم الذين يعبدون الله على جهل وضلال، يتقربون إلى الله لكنهم على غير طريق صحيح، وعلى غير منهج سليم، على غير دليل من الكتاب والسنة، بل على بدعة، وكل بدعة ضلالة، كما عليه النصارى ومن سار على تهجهم من كل من يعبد الله على غير طريق صحيح ومنهج سليم، فهو ضال، ضائع عن الطريق، وعمله باطل.

فهذا دعاء جامع نردده في كل ركعة من صلواتنا، فلنتأمل معناه وندعو به مع حضور قلب، وفهم لمعناه، حتى يُستجاب لنا، ولهذا يقال بعد الفاتحة: «آمين»، فأمين معناها: اللهم استجب، فهو دعاء عظيم لمن تأمله، وكما ذكرنا أن من يسير على منهج المنعم عليهم يبتلى ويضايق،


الشرح