وكرب المكر وبين، نسأله أن
ينصر أهل دماه ويفرج كربتهم، وأن ينصرهم على أعدائهم، وأن يعز الإسلام والمسلمين
في كل مكان.
السؤال: البعض يقول: إن السلفيين ليس عندهم إلا التوحيد، فهم لا يتكلمون لا في
الجهاد ولا في السياسة، ولا يهتمون بأمور المسلمين ومشاكلهم في العالم، فكيف نرد
عليهم؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب: التوحيد هو الأصل، إذا صلح التوحيد والعقيدة صلحت بقية الأمور، أما إذا
اختل التوحيد فليس في بقية الأمور فائدة، فالتوحيد هو الأصل، وهو طريق النجاة، ولا
يقتصر على تدريس التوحيد، ولكن يبدأ به ويهتم به، ويدرس معه الفقه، وتدرس السنة،
ويدرس كلام أهل العلم في سائر العلوم النافعة، ما قلنا: إنه لا يدرس إلا التوحيد!
ولذلك تجدون مناهج المدارس فيها التوحيد، وفيها الفقه، والحديث، وفيها حتى
الجغرافيا والحساب؛ ليس هناك مانع، ولكن يبدأ بالتوحيد، ويهتم بالتوحيد، والأمور
العامة المذكورة في السؤال يرجع فيها إلى الجهات المختصة بالنظر في قضايا
المسلمين؛ لا يرجع فيها إلى من هب ودب.
السؤال: بعض الناس يقولون بجواز أخذ العلم عن الأشاعرة من العلماء، كالنووي وابن
حجر رحمهما الله، فقد كان عندهما في العقيدة شيء من عقيدة الأشاعرة، فما صحة هذا
القول؟.
الجواب: يؤخذ العلم الصحيح ويترك الخطأ، ويتجنب الخطأ، فالعالم إذا كان عنده علم
وإفادة، ولكن عنده بعض الأخطاء؛ فيؤخذ منه العلم النافع ويترك الخطأ، والنووي وابن
حجر رحمهما الله محدثان وليسا من الأشاعرة، وإن وقع في كلامهم بعض التأويلات؛ فهي
أخطاء جزئية.