×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 فهذه تحتاج إلى نظر، فما كان منها موافقا لمذهب السلف: يؤخذ به، وما كان مخالفا لمنهج السلف: يترك، فمنهج السلف هو الميزان وهو المقياس لما عليه الناس؛ لأن الله أمرنا باتباعهم والاقتداء بهم والسير على منهجهم؛ فلا يصدنا عنه من زهد فيه وتنقصه.

السؤال: هل الرد على المخالف للسنة من أصول المنهج السلفي؟ حيث نلاحظ الطعن في علماء الدعوة بسبب ردودهم على أهل البدع؟.

الجواب: الرد على أهل الباطل إذا كان من أهل العلم؛ فهذا حق، والله جل وعلا رد على المشركين والمنافقين، وعلى اليهود والنصارى والفرق الضالة، والرسول رد عليهم، والعلماء ردُّوا على أهل الضلال، لا بد من الرد، فلا يتبين الحق إلا برد الباطل فهذا شيء ضروري، ولكن ليس كلٌّ يَرُدُّ، فلا يَرُدُّ إلا أهل العلم الذين يعرفون كيف يردون ويضبطون الكلام، وأما المهاترات والطعون التي فشت بين الشباب، وبين المنتسبين للعلم فهذا لا يصلح بين المسلمين، هذا تحرىش وسباب ولا يجوز، وليس هؤلاء من أهل العلم، فأهل العلم لا يفعلون هذا، بل يجب الإصلاح بين طلبة العلم، ولا يزاد الشر شرا، ولا يفجر الخلاف بين المسلمين، قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ [آل عمران: 105].


الشرح