×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

الواجب عليهم أن يتركوا هذا الكلام، وأن يتعلموا العلم على أهله، وكتب أئمة الدعوة -ولله الحمد- تسير على منهج السلف، فهي خلاصة علمية طيبة لها، فلا يلتفت إلى هؤلاء المشككين فيها، والعذر بالجهل إنما يكون في المسائل الخفية حتى تبين وتوضح؛ أما المسائل الواضحة في الكتاب والسنة من الكفر والشرك؛ فلا يعذر فيها من سمع القرآن والسنة والدروس والمحاضرات؛ وإنما يعذر فيها المنقطع عن العالم الذي لم يصل إليه شيء ولم يسمع شيئًا؛ لأنه يعيش في مجاهل الأرض مع الوحوش ولم يختلط بالناس، وكلمة: «العذر بالجهل» كلمة عامة يروجها المرجئة في العصر؛ ليروجوا هذا المذهب.

السؤال: يقولون عنا: إننا متخاذلون وسلبيون؛ لأننا لا نشارك في الفتن التي تدور في بلاد المسلمين، ويتهموننا بأننا من أنصار الحكام، وأننا ندعو لهم، فما توجيهكم لنا؟.

الجواب: توجيهنا لكم ألا تلتفتوا إلى كلامهم؛ بل سيروا على المنهج الصحيح، ولا يضركم من خالفكم، الفرقة الناجية لا يضرها من خالفها، ما دامت متمسكة بالحق، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ» ([1])، فلا يضرونكم -إن شاء الله-، ولا تزهدوا فيما أنتم عليه من الحق من أجل لوم الناس، الناس سيلومون وسيتكلمون فيكم، فلا تلتفتوا لهم ما دمتم على حق، ومناصحة ولاة الأمور بالطرق الشرعية واجبة، والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة واجبة علينا؛ لأن في صلاحهم صلاحا للإسلام والمسلمين، وهو من حقهم علينا ومن النصح لهم، وهو من عمل السلف الصالح، وعدم الدعاء لهم واستنكاره من مذهب الخوارج.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3641).