السؤال: يلاحظ أن بعض المنتسبين إلى العلم؛ حينما يخالفه غيره من إخوانه من
أهل العلم ممن هو على السُّنة، يسارع من النيل منه، وإلى تصنيفه والتحذير منه، فما
توجيهكم في ذلك؟
الجواب: ليست هذه صفة طلاب العلم، طلاب العلم يترفعون عن مثل هذه الأخلاق، وعن
التجريح فيما بينهم، وعن تنقص إخوانهم وزملائهم، هذا الذي يدعو إليه العلم ويرشد
إليه العلم، الله جل وعلا قال: ﴿وَقُولُواْ
لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾ [البقرة: 83]، وقال: ﴿وَقُل
لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ يَنزَغُ
بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٗا مُّبِينٗا﴾ [الإسراء: 53]، فمن
صفات طلبة العلم التآخي في الله، والمحبة في الله، والتواصي بالحق، ويكونون إخوة، ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 10]،
المؤمنون بصفة عامة إخوة فكيف بطلاب العلم، هم أولى بهذه الإخوة، فلا يكون بينهم
هذا التنابز بالألقاب وهذا الاختلاف.
ثم أيضًا نسيت أن أنبه أن المدرس لا يتوسع في الخلافيات التي قد تفتح للناس
هذا المجال، كل يؤخذ بقول! ويرد القول الآخر! أنت مع قول فلان! وأنا مع قول فلان!
ثم يحصل بينهم ما يحصل، فالمدرس لا يتطرق إلى الخلاف، وإنما إذا كان الكتاب فيه
مسائل خلافية؛ فإنه يبيِّنها، أما كتاب ليس فيه مسائل خلافية فيدرسهم مضمون لهذا
الكتاب ويفهمهم إياه.