×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 وإنما هو تأكيد فقط، أنتم تحملون أمانة نحو لهؤلاء الطلاب الذين جاؤوا إليكم محتاجين إلى العلم، محتاجين إلى التوجيه، محتاجين إلى التربية على المنهج الصحيح، وكل هذا متوفر لديكم بإذن الله.

التعليم كما تعلمون يؤخذ شيئًا فشيئا، لا يؤخذ العلم دفعة واحدة، وإنما يؤخذ شيئًا فشيئًا، خطوة خطوة، كما قال الله سبحانه: ﴿وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّ‍ۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ [آل عمران: 79]، قال بعض العلماء: الرباني: هو الذي يربي الطلاب على صغار العلم قبل كباره، يعني يتدرج بهم في العلم شيئًا فشيئا، لهذا واجبكم ومهمتكم، وهذا واجب على كل العلماء الذين منحهم الله العلم أن يبذلوه، ويعلموه للناس، لا سيما وقد أتيحت الفرصة في مثل هذه الجامعة المباركة بالتقاء الطلاب بالمعلمين، وهذه أمانة أيضا، أمانة حملتموها، وأنتم أهل -إن شاء الله- لتحمل هذه الأمانة، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُواْ بِٱلۡعَدۡلِۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا [النساء: 58]، فالحمد لله الذي يسر مجيء هؤلاء الطلاب متعطشين إلى طلب العلم، ولم تتكلفوا الذهاب إليهم ومشقة الأسفار، وتتبع هؤلاء الطلاب في أماكنهم، وقد تكون أماكنهم بعيدة وشاقة، ولكن بمن الله وفضله أنهم جاؤوا إليكم، وتشوفوا إلى العلم النافع والتوجيه، فهي فرصة عظيمة للعالم والمتعلم، الله حمل العالم هذا العلم ليعلمه للناس، ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ [آل عمران: 187]، هذا العلم ليس لك خاصة، وإنما هو للعباد، ولكن الله حملك إياه لتوصله إليهم؛ فهي مسؤولية عظيمة، وهي منحة كريمة من الله، أنكم تحصلون على الأجر،


الشرح