وتحصلون على نشر العلم عند بيوتكم وبين أهليكم، ولا شك أنكم أهل لذلك -إن شاء الله-، وإنكم أحرص منا على هذا الأمر.

نحن في تجربتنا للتعلم وجدنا أن كل مسألة، أو كل يوم دراسي يفوت يكون ثلمة في معلوماتنا يصعب علينا أن نستدر كه، ويكون ثغرة مستمرة في المعلومات، فهذا مما يؤكد على ألا تبقى فرصة في هذه السلسلة العلمية منقطعة، وأن تحرصوا ويحرص طلابكم على حفظ الوقت، ويحرص المعلم على الإلقاء المتواصل، ويحرص أيضًا على تفهيم الطلاب للمقرر والكتاب الذي بين أيديهم، فهذه الكتب لا شك أنها تشتمل على علوم عظيمة ومتفننة، وهي تحتاج إلى بيان، وتحتاج إلى مدرس حاذق مخلص، وهذا يتوفر فيكم -إن شاء الله-، احرصوا على تفهيم الطلاب مقرراتهم والكتب التي بين أيديهم، وهي متنوعة في كل فن: في فن القرآن وتفسيره، وفن الحديث وعلومه، وفن الفقه وأصوله، وفن اللغة العربية، وفن العلوم اللغوية والبلاغة، وفنون كثيرة أنتم تعرفونها، وهذه الفنون مترابطة بعضها يخدم بعضا، وبعضها يعين على البعض الآخر، فلا بد من الحرص على إيصالها إلى الطلاب، ولا يكفي أن نتجه إلى تخصص واحد؛ بل لا بد من التخصصات التي تساعده وتؤازره؛ فلذلك وعت المقررات بين أيديكم.

وأيضًا -كما أشرنا- أن العلم لا يؤخذ دفعة واحدة، وجرعة واحدة؛ وإنما يؤخذ بالتدرج شيئًا فشيئا، بحيث لا تبقى ثلمة في سلسلة العلم أو التعليم، بل يكون العلم متواصلاً، وذلك بحفظ الوقت من المدرس ومن الطالب، وكل حصة من حصص الدراسة فهي لبنة في صرح التعليم والتعلم، إذا فقدت صار مكانُها فُرجةً،

---

الشرح