يتحسس الطالب بها طول
حياته، والله لا زلنا نذكر ثغرات مرت بنا في الدراسة، وبقيت ثلمةً نُحسها إلى
الآن، فعليكم بحفظ الوقت، وعليكم بالسؤال عما أشكل عليكم، فإن العلم كما قال
الإمام مجاهد: «لا يناله مستح ولا مستكبر»،
«لا يناله مستح» لا يسأل ويبحث مع
مدرسه، و«لا يناله مستكبر» عن طلب
العلم والجلوس إلى العلماء وبين أيديهم؛ يحرم الإنسان لهذين السببين:
إما الحياء، وهو الخجل، وليس هو الحياء المحمود، وإنما الخجل.
أو التساهل ببعض المسائل، ويقال: هذه سهلة ولا تحتاج إلى سؤال، وإذا لم
أفهمها لا تضر! لا، فكل شيء ستحتاج إليه، فلا تترك شيئًا يمر دون أن تتقنه وتفهمه.
وعلى المدرس ألا يخرج عن الموضوع؛ لأنها فرص محسوبة، هذه الحصص اليومية فرط
محسوبة؛ إذا ضاع بعضها صار خساره على الطالب، وثلمةً يصعب سدها، فاحرصوا -وفقكم
الله- على حفظ الوقت مع طلابكم، وحفظ الوقت مع مسائل المنهج والعناية بها، حتى تصل
إلى الطلاب وصولاً يستقر في ذاكرتهم وأفهامهم.
الطلاب -من المعلوم- أن أغلبهم يميل إلى الكسل، ويفرح بكون المدرس يذهب هنا
وهناك، أو يأتي بحكايات أو بأخبار فيفرح بهذا، ولكنه سيكون ندامه عما قريب، ففرصة
طلب العلم لا تعوض، ولهذه الدراسة النظامية إذا فاتت لا تستدرك، الدراسة غير
النظامية يمكن أن تستدرك، ولكن الدراسة النظامية كل شيء يأخذ محله، فإذا فات فات
وقته، لا أريد أن أتَّهم أحدًا، ولكنه من باب التذكير والتوصية، وقد