×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 وكالبُنيان المرصوص ([1])، فعلينا أن نجتمع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ [النساء: 59]، ولهذه الغمة التي ورد ذكرها في هذا السؤال لن تزول إلا بالعلم، فتعلموا أولاً، تعلموا وستزول هذه الغمة التي هي الانقسامات والحزبيات، المسلمون حزب واحد، جماعة واحدة، نمتثل لأوامر الله، ونترك ما نهى الله عنه، هذا شأن المسلمين، ومما نهى الله عنه التفرق، ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ [آل عمران: 105]، أنتم جاءتكم البينات التي تنهى عن التفرق والتنازع، وتأمر بالاجتماع على الحق، نعم إذا كان عند الإنسان خطأ فإنه ينبه عليه ويناصح، ويجب عليه أن يرجع إلى الصواب، ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ [النساء: 59]، ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ [الشورى: 10]، فلا نبقى على تنازعنا وكل يضلل الآخر، وكل يبدع الآخر، أو يكفر الآخر؛ فهذا يهلك الأمة، ويسلط عليها الأعداء، فعليكم أن تتركوا هذه الأمور، نعم نقول: يحصل اختلاف ولكن يحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد جعل الله عندنا الحل -ولله الحمد- لهذا النزاع، وهذا الاختلاف بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يتعصب أحد لرأيه، أو لرأي فلان وعلان، وإنما يتعصب للحق، ويدور مع الحق أينما دار، وهدفنا كلنا -ولله الحمد- هو الحق، فإذا أخطأنا طريقه نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والمخطئ منا يرجع إلى الصواب مع النصيحة، ومع المحبة، ومع الحرص على كف النزاع بين المسلمين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (481).